💎الفصل الثاني 💎

480 5 0
                                    

" يُقال أن الانسان الذي تحبه سيكون كوطن لقلبك و أنا وجدت وطني في دفئ عينيك ، في صمتك، في إبتسامتك النادرة ، في اهتمامك لأبسط تفاصيلي ، وجدت وطنا رغم جروحه لكنه إحتواني "
______________________________________
بعدما إنتهى دوام" آمال" هاهي عائدة إلى منزلها متعبة ، مع خيبة قلب دائما ما ترافقها رغم إبتسامتها الدائمة كي لا تُقلق والدتها ، و لكن حقيقة جروحها لم تندمل بعد و قلقها في تزايد.
"أمي أنا في البيت ؟ كيف حالك اليوم ؟ كانت تتحدث بصوت عالي قليلا كعادتها كل مرة تدخل للبيت ،لتجيب عليها والدتها ككل مرة كذلك ، ولكن اليوم غير كل الايام ، فبالرغم من صوتها إلا أنها لم تسمع صوت والدتها ، و ضنت أنها لازالت مع الخالة عفاف ، لهذا عاودت لبس معطفها و خرجت متوجهة إلى منزل صديقتها عسى أن تجدها هناك .
دخلت لمنزل خالتها كعادتها دون طرق الباب بمرح
"مرحبا بالجماعة الطيبة ,"آمال أهلا حبيبتي دائما كعادتك ، ضحكت آمال لتقول "يصعب نبذ الأفعال التي تعودنا عليها ، و لكن أعدك أخر مرة لترفع أصبعها الصغير لها " هزت عفاف رأسها من جنون جيل إبنتها ، فاسترسىلت آمال في الحديث لتقول " خالتي هل أمي في الحديقة عندكم لأني لم أرها لا في البيت و لا هنا و أين إبنتك المجنونة أيضا " رفعت عفاف رأسها لها لتترك ما كانت بصدد القيام به لتجيب بقلق "صغيرتي إن والدتك قد غادرت من عندي منذ مدة ، قالت أنها ستمر للمخبزةبعدها للبيت ، لماذا أليست في المنزل " إنقبض قلب آمال خوفا فهكذا أفعال ليست من عادات والدتها ، فهي دائما ما تكون في المنزل مساءا و لم تغير عاداتها منذ مرضها ، هرعت الطفلة إلى الخارج مسرعة إلى المخبزة عساها تجدها غافلة و هي تتكلم مع أحد الجيران ، لكن دون جدوى فقد بحثت عليها في حيهم هي و الخالة عفاف و صديقتها بعدما وصلت من جامعتها لكن لا أثر لها .
فجأة توقفت آمال تلهث بصعوبة لتضرب جبينها بيدها " أنا لم أبحث عليها في المنزل ، كنت أتكلم معها على الباب و عندما لم تجبني ضننت أنها لازالت عندكم " لتقول عفاف "اهدئي يا ابنتي ربما كانت تستحم و لم تسمعكي ، بسرعة لنعد للمنزل ستقلق عليكي " رغم حديث الخالة عفاف إلا أن قلب آمال لم يهدأ ، كانت تحس بشيء سيء ،فأسرعت للبيت ، دخلت و هي تنادي "أمي أين أنتي " فتشت في غرفتها و المطبخ و لم تجدها ، فدقت باب الحمام "أمي ، أمي ردي علي ، هل أنت بخير " حاولت فتح الباب لكنه كان موصد من الداخل و أمها لا تجيب ، فعلمت على الفور أن خطبا ما صار مع والدتها ، حاولت فتح الباب بقوة لكنه لم يُفتح إلا بمساعدة خالتها و ابنتها .
تساعدت السيدات في كسر الباب ، و عندما فتح ، لوهلة وقفت آمال كأن صاعقة ضربتها ، كأنها مغيبة عن الدنيا و ما حولها ، والدتها ممدة على أرض الحمام بملابسها و الأسوء أنها كانت تنزف من رأسها فربما ضربت رأسها بحنفية الحمام ، أثناء دخولها لستحم ، خارت قواها ، قلبها ينبض بعنف و رأسها يرسم لها أسوء التخيلات و هي تبكي ،ضنت أنها سكتة قلبية كسابقتها ، ثواني حتى أفاقت على صوت خالتها وهي تصيح على ابنتها أن تناديي لوالدها إذا كان في البيت أو للجيران لطلب الإسعاف بسرعة ، إقتربت آمال من والدتها ترتجف، فتساعدتا هي و عفاف على إخراجها من الحمام و لتتسطح على الأريكة ريثما يأتي الإسعاف "أمي بالله عليكي يا حبيبتي أجيبيني ، أمي لا تتركيني و الله لن أتحمل خسارتك أنت أيضا ، بالله عليك ردي علي " كانت تعنف نفسها و هي تبكي غير واعية لشئ
"أنا الحمقاء ، أنا الغبية يا إلهي لم أتفقد البيت قبل خروجي ، ليتني كنت أنا و لا أنتي " و أخذت عفاف تهدأها و تربت على كتفها " إهدئي يا ابنتي هذا ليس خطأك ، لا تخافي ستكون بخير باذن الله ، الإسعاف لن يتأخر ، كوني قوية لأجلها "
لحظات و سمعت الإسعاف و ذهبت عائلة عفاف مع آمال للمشفى ، كانت منهارة من شدة القلق و هم ينتظرون الطبيب ، بعدة مدة خرج الطبيب فهرعت إليه العائلة ،" دكتور كيف هي أمي من فضلك ، هل هي بخير ؟؟؟ تنهد الطبيب ليقول
" حالة إصابة رأسها بخير مجرد نزيف صغير إثر إرتطام رأسها بالحنفية و لكن لحسن الحظ الإصابة طفيفة ،و لكن مع الأسف حالتها غير مستقرة فحالة قلبها مستعصية ، يؤسفني أن أخبركم أنها بحاجة لعملية جراحية مستعجلة في القلب فالدم لا يصل لقلبها بالشكل المطلوب أظن أنه سبب في إنسداد أحد أوردةالقلب ".
إنهارت آمال من الصدمة لولا نطق السيد فواز الذي لطالما كان سيدا شهما وفيا لعائلة رفيقه " كم ثمن العملية دكتور ، نحن هنا سنقوم بكل ما في وسعنا" ليردف الطبيب مجددا إنها تكلف ..... و الدفع بالتقسيط لمدة شهرين لميسوري الحال فرغم أنه مشفى خاص إلا أنه يقدم تسهيلات في هكذا حالات "
لكن فرغ فاه الجميع من تلك التكلفة بما أنه مشفى خاص ، فالمشافي العامة معظمها مهملة لحالات كهذه فبالتأكيد ستكون ثمن العملية مرتفعة ، إرتجفت آمال من الخوف و البكاء لتقول " هذا لا يصل حتى لنصف راتبنا مجتمعين " لتخيب نظرات الجميع ليهز رأسه السيد فواز " هذه حالة الفقراء يا وطني ..." و لكن نطقت المرأة المتفائلة كعادتها السيدة عفاف و قالت" لا تفقدوا الأمل يا جماعة سنحاول جمع ما نقدر عليه و الباقي بالتقسيط لدينا شهرين كاملين و لا تنسوا أن راتب آمال لدى عائلة سعد الدين رضوان أسبوعية ، سنقوم بما علينا و الباقي على الله " نهضت آمال بتفاؤل محتضنة السيدة عفاف
"شكرا لكم جزيلا ، إن الكلمات لا تكفي لمدى إمتناني لكم لولاكم لما وجدت حلا لهذه المشاكل " إحتضنتها صديقتها و قالت " لابأس حبيبتي الجار للجار ، و نحن أكثر من جيران ،نحن عائلة منذ سنين "
أومأت العائلة موافقة و أسرعوا لجلب المال كل و مدخراته و عادوا معا للمشفى ، و لكن الصدمة لم تنتهي بعد فالنصف الأول للمبلغ من أجل إجراء العملية لم تصلها تلك الأموال ، فقد حاولوا إقناع الطبيب بالمال الموجود و لكنه لم يقتنع فقد قال لهم أنها قوانين المشفى و هو مجرد عامل فيها و العملية مستعجلة اليوم قبل الغد
خطرت فكرة للسيدة عفاف مجددا لتقول "إن راتب راتب الأسبوع الأول لأمال إذا ما أضفناه للمبلغ سيكون كامل ، ينقصنا راتب واحد فقط "
تنهدت آمال بتعب أنهكها رغم صغر سنها " لكن يا خالتي لقد بدأت في العمل اليوم فقط و لن أتحصل على راتبي لغاية نهاية الأسبوع و عملية أمي حرجة و مستعجلة ماذا بامكاني فعله "
أخذتها السيدة عفاف جانبا ، مع إنشغال السيد فواز و ابنته بالحديث مع الطبيب لتقول " إسمعيني جيدا يا ابنتي أنا أعرف عائلة سعد الدين رضوان منذ مدة ،و إن السيد الذي تعملين لديه رغم برودته و صلابته ، لكنه طيب القلب ، إذا ما طلبت المساعدة فلا أظن أنه سيرفض ، ربما إذا حاولتي أن تطلبي منه أجرة أسبوعية مسبقة لعملية والدتك سيوافق ، إنه رجل شهم لا تخافي "
إرتجفت آمال من رأسها لأخمض قدميها متذكرة ذلك القاسم ، دب خوف زعزع أوصالها فأردفت "أنا خائفة و خجلة يا خالتي ، ماذا لو رفض ، أو ظن أنني طامعة في أمواله ، أو مستغلة "
قلبت عفاف عينيها من غباء هذه الطفلة و ضربتها لجبينها بخفة " كيف سيظن أنكي طامعة في أمواله يا حمقاء ، هل ترمين نفسك عليه لكي يظن ذلك ،" أسدلت آمال جفنيها خجلا " على العكس يا صغيرتي فهو سيتفهم وضع أمك و لا تقلقي أنت تطلبين أجرتك مسبقا هذا كل ما في الأمر و فكري بصحة والدتك قبل كل شئ و لا تنسي تذكري جيدا ، لا تذهبي لبيت السيد إبراهيم بل إذهبي مباشرة لقاسم سعد الدين رضوان سأكتب لكي عنوان مقر عمله ، غدا صباحا تحدثي معه وجها لوجه"
لحظات و إنظم لهن السيد فواز و ابنته ليقول بأن الطبيب قد قدم مهلة لمساء يوم غد .
لم يغمض لآمال جفن طيلة الليل تدعو ربها و هي في المشفى تفكر في حالة والدتها الغير مستقرة متعبة من فكرة خسارتها فهي أكيد لن تتحمل و يشغل بالها ، كيف ستقابل ذلك الرجل غدا ، كيف ستتحدث معه التفكير في رؤيته فقط يسبب لها الرعب ولا تعلم سبب خوفها منه .

🦋يا ترى ما الذي سيحدث ؟؟؟؟؟

🦋حب يولد من رحم المعاناة 🦋Where stories live. Discover now