بِدَاَيَتُه كَفَنْانْ

21 7 2
                                    


فى خريف العام ١٨٨٠ ، و بعد أكثر من عام من العيش بفقر فى بوريناج ، توجه فينسنت فان جوخ إلى بروكسل لكى يبدء دراسته الفنيه . تشجع فينسنت فان جوخ على بدء هذه الدراسات نتيجه للعون المالى من أخيه الأصغر ثيو . كان فينسنت فان جوخ و أخيه الأصغر ثيو قريبين من بعضهما البعض كثيراً على الدوام فى طفولتهما و فى أغلب حياتهما التاليه ، حيث بقيا يراسلان بعضهما البعض كثيراً بإستمرار . عدد هذهالرسائل أكثر من ٧٠٠ ، و هى تشكل أغلب معرفتنا بتصورات فينسنت فان جوخ حول حياته الخاصه و حول أعماله .

قدم فينسنت فان جوخ طلباً للدراسه فى مدرسه الفنون الجميله [ École des Beaux-Arts ] فى بروكسل لمده قصيره . بعد ذلك واصل فينسنت فان جوخ دروسه فى الرسم وحده بأخذ الأمثله من بعض الكتب مثل [ Travaux des Champs ] لجوان فرانسوا ميلى و كتاب [ Cours de dessin ] لتشارلز بارج . فى فصل الصيف عاش فينسنت فان جوخ مع أبويه مره أخرى فى إتين ، و خلال تلك الفتره قابل إبنه عمه كورنيليا أدريانا فوس ستريكير [ تسمى كى ] ، أصبحت كى [ ١٩١٨ -١٨٤٦ ] ارمله مؤخرا و كانت تربى إبنها الصغير وحدها وقع فينسنت فان جوخ فى حب كى و تحطمت مشاعره حينما رفضته ، فأصبحت تلك الحادثه إحدى أبرز الحوادث فى حياة فينسنت فان جوخ .

بعد ذلك قرر فينسنت فان جوخ مواجهتها فى بيت أبويها . رفض أبو كى السماح لفينسنت فان جوخ برؤية إبنته فقرر فينسنت فان جوخ يده على قمه مصباح زيتى ليحرق نفسه متعمداً قائلاً :《 إجعلونى أبها قدر ما أستطيع وضع يدى فى هذا اللهب 》. كان هدف فينسنت فان جوخ أن يضع يده على اللهب حتى يسمح برؤية كى ، ولكن أبوها قام بسرعه بإطفاء المصباح ، فغادر البيت مذلاً.

على الرغم من النكسات العاطفيه مع كى و التوترات الشخصيه مع أبيها ، وجد فينسنت فان جوخ بعض التشجيع من أنتون موف [١٨٨٨-١٨٣٨] ، إبن عمه بالزواج . صنع أنتون موف من نفسه فناناً ناجحاً ، و من بيته فى لاهاى زود فينسنت فان جوخ بمجموعه الأولى من الألوان المائيه ، و هكذا بدأ فينسنت فان جوخ بالعمل بواسطه الألوان .

وهكذا بدأ فينسنت فان جوخ بالعمل بواسطة الألوان . كان فينسنت فان جوخ معجباً كثيراً بأعمال أنتون موف و كان ممتناً له . و كانت علاقتهما جيده ، لكنها توترت عندما بدأ فينسنت فان جوخ بالعيش مع مومس .

قابل فينسنت فان جوخ كلاسينا مارياهورنبيك [ ١٨٥٠-١٩٠٤ ] فى أواخر فبراير ١٨٨٢ فى لاهاى . كانت هذه المرأة [الملقبه ب سين ] حاملاً بطفلها الثانى عندما قابلها فينسنت فان جوخ ، لكنها انتقلت للعيش معه بعد فتره قصيره لسنه و نصف سنه . نمت مواهب فينسنت فان جوخ كفنان بشكل كبير بمساعده سين و أطفالها فى تلك الفتره . رسومه البارعه لعمال مناجم الفحم فى بوريناج فسحت له مجال لأعمال أفضل ، محمله بالكثير من العواطف . فى لوحه《 سين جالسه على السله مع فتاه 》، صور فينسنت فان جوخ الحياة العائليه الهادئه بمهاره ، مع بعض الأحساس باليأس ، و هى المشاعر التى عرف بها فى الأشهر التسع عشره التى عاش فيها مع سين .

كانت السنه ١٨٨٣ مرحله انتقاليه أخرى بالنسبه لفينسنت فان جوخ فى حياته الشخصيه و فى دوره كفنان . بدأ فينسنت فان جوخ الرسم الزيتى فى عام ١٨٨٢ . مع تقدم مهاراته الرسوميه ، تدهورت علاقته مع سين فإفترقا فى سبتمبر . ترك فينسنت فان جوخ لاهاى فى منتصف شهر سبتمبر للسفر إلى درينتى فى هولندا . عاش فينسنت فان جوخ فى الأسابيع الست التاليه حياه البداوة ، حينما انتقل فى كافه أنحاء المنطقه و رسم المناظر الطبيعية البديعه مع سكانها .

عاد فينسنت فان جوخ مره أخرى إلى بيت أبويه فى نوينين فى أواخر عام ١٨٨٣ . واصل فينسنت فان جوخ حرفته طوال السنه التاليه ، و أنتج عشرات الرسوم أثناء تلك الفتره ، مثل لوحات احياك و الغزالون و غيرهما . أصبح الفلاحون المحليون مواضيع اهتمامه لأنه شعر بصله قويه نحوهم ، و جزئياً كان سبب ذلك إعجابه بالرسام ميليه الذى انتج بنفسه لوحات تعطف على العمال فى الحقول .

كانت مارجوت بيجيمان[ ١٨٤١-١٩٠٧ ] التى عاشت عائلتها إلى جوار أبويه فينسنت فان جوخ ، كانت تعشقه ، و قادتها علاقتها العاطفيه إلى محاوله الإنتحار بالسم . كان فينسنت فان جوخ مذهولاً جداً بهذه الحادثه . تعافت مارجوت بيجيمان فى النهايه ، لكن الحادثه أزعجت فينسنت فان جوخ كما أشار إليها فى رسائله فى العديد من المناسبات .


______________________________

Vincent Van GoghWhere stories live. Discover now