الفصل الواحد والخمسون : إنشطار القلب

ابدأ من البداية
                                    

أحكم عليها قيوده و ردد بمكر :
- ليه مااحنا كنا كويسين من شويا.

انفلتت ضحكتها المصحوبة بالخجل و أبعدته عنها برفق لكي تسير الى طاولتها تحت أنظار الحضور بينما تنحنح عمار و اشتدت ملامحه بالجدية ليتجه صوب رفاقه ...

و بعد انتهاء الحفلة ارتدت مريم معطفها و كانت ستغادر لولا أن اعترضت السيدة سعاد طريقها و أوقفتها ، طالعتها بدهشة و تعجب لم يدم طويلا عندما قالت الأخرى بهدوء :
- ديه اول مرة اشوفك فيها وش لوش ... نقدر نتكلم عادي و اطمن ولا في داعي اني اخاف انام و اصحى الصبح ع خبر كادب و افتراءات منك عن اني هنتك او شتمتك مثلا.

ضغطت على طرف حقيبتها بأصابعها و دحرجت عينيها في الاشيء لتتابع سعاد :
- متهربيش مني بصيلي بنفس الشجاعة اللي خلتك تطلعي اليوم اياه و تفضحي جوزك و عيلته قدام الناس و تفتري عليهم.

- حضرتك مش انا اللي طلعت الافتراءات او...
هدرت مريم مدافعة عن نفسها إلا أن الثانية قاطعتها :
- مش انتي اللي طلعتيها بس فنفس الوقت سكتي و منكرتيهاش و خليتيهم يتهمو عمار بحاجات هو معملهاش.
المهم انا مش جاية اعاتبك ع اللي فات بس اللي عايزاكي تعرفيه اني عمار بيبقى ابني حتى لو مخلفتوش بس عشت معاه طفولته و مراهقته و شبابه المرة اللي فاتت كلنا سكتنا لانه هو طلب يتعامل معاكي بنفسه ومحدش يدخل مابينكم و انا شايفة دلوقتي انكم بدأتو تحلو مشاكلكم بهدوء وياريت كنتي عملتي كده من الاول بدل ما تفضحي نفسك وتفضحيه.
بس صدقيني انتي لو فكرتي المرة ديه كمان تعمل نفس الشي ساعتها محدش هيسكت وانا هقفلك بنفسي و اتأكد من اني ابعدك عن ابني نهائيا و ادمرك انتي فاهمة ؟

جزت على اسنانها ووكزها كبرياؤها يحرضها على رد تهديداتها ولكن في النهاية تبقى هذه المرأة بمثابة والدة عمار كما أنها أكبر منها سنا لذلك غضت النظر و قالت :
- المشاكل بيني وبين عمار بتخصنا احنا الاتنين بس يا هانم و اطمني اللي حصل زمان مش هيتكرر ... و بالنسبة لتحذيراتك ف انا سمعت نفس الكلام من جوز حضرتك قبل سنتين لما دور عليا ولقاني و قالي ابعد عن ابنه لأنه هيبدأ حياته مع ست تانية و حكالي عن مغامرات عمار و قصصه مع الستات ف اطمني لاني مش هرجعله بعد كل ده ... الا لو اللي قاله رأفت بيه كدب ساعتها هيبقى في كلام تاني.

شعرت سعاد و كأن هذه الفتاة تتعمد تذكيرها بأنهم يخفون لقاءها مع رأفت في السابق وكيف  أنه شوه صورة زوجها في عينيها متهما إياه بالفسوق و الخيانة ، و لهذا رمقتها من الأسفل للأعلى و ابتسمت ساخرة :
- مكنش ده حالك لما التقينا اول مرة في المول.

ذلك اليوم عندها كانت تتجول هي مع صديقتها و رأت عمار مع ندى فهربت للخارج و صادفت السيدة سعاد التي التوت قدمها فساعدتها بلطف و اطمأنت عليها ، تذكرت مريم ما حدث بينما تستطرد الأخرى :
- لما عرفنا ان عمار متجوز وقالنا انه هيعلن جوازه بعد ما يلاقيكي قلت عادي البنت غلبانة ومش هتعمل مشاكل بس اتوضح دلوقتي قد ايه كنت غلطانة.

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن