الجزء الخامس|تحت رحمَة الإغراء

ابدأ من البداية
                                    

" لا تناديني مُجددًا سوى بإسمي.."

لاحظ كيف تغيرت مَلامِحها لأخرى شاحبة، فتنازل عن ذلك النقاش، غير مهتمًا بشيء سوى أنه هو المنتصر في هذا التحدي، لذا أردف بإستسلام مطالبًا..

" حسنًا يا روسيل..هل بإمكاني رؤية ذراعكِ الآن؟.."

كانَت تجلس أمامه بهيئة تختبر قدرته عَلى السيطرة على ذاته، فمعطف فيليكس لم يخفي عَنهُ حمالتها البيضاء المصنوعة مِن الدانتيل، حاول كثيرًا تَجاهُل ذلك الإغراء، ولكنه لم يمانع النظر لها حتى وإن كان غير قادِرًا على لمسها كما يُريد، أو كما يتمنى، إن كان كل ما يملكه هو النظر..فسينظر حتى تنتشي عَيناه، تِلك النظرة في عَيناه الزرقاء الصافية جَعلتَها تَشعُر بالقشعريرة تسري على طول عمودها، قاومت كَثيرًا رغبتها بمد ذراعها له، الجانب المنطقي يمنعها عن ذٰلِك ولٰكِن الجانب المتهوَّر الشغوف كان له رأي آخر، ولطالما كانَت روسيل تُحِب هذا الجانب، وتستمع له، لِذا بِتردُد مدت يَدها نحوه، وهي تُدرِك جيدًا كم كان ذلك خطأ، ولٰكِنّها ترغب بتجربة ذٰلِك الشعور، والسير خَلف نظرة عَيناه نَحوَها، كُل ذٰلِك كان مغريًا لها، وبينما يُمسِك هو بيدها يمِد ذراعها نَحوَهُ ليرى كدمتها، عقد حاجباه الكثيفان كان جسدها حينذاك مشتعلًا مع عاطفتها وهي تَنظُر له وتشعر بلمسته على ذراعها، لِلحظَة كانت غارقة في تأمُّل ملامحه الرجولية، كان رَجُل قوي وليس شاب مراهق يهوى ركوب الدراجات، تَعلَم بأنه يكبرها بثمانية أعوام، وأنها تبدو أمامَهُ كفتاة صغيرة لا تستطيع مواجهته، لا تليق حتى بِه، تِلك المرأة التي في المجلة برفقته كانَت تليق به، تبدو قريبة من عُمره، مظهرها مِثالي، وبينهما توافق يلاحظه أيًا كان يراهما، مع التفكير بِهما شعرت مُجددًا بالغضب نَحوَهُ حتى أنّها لم تستمع له وهو يتمتم بشيء يَخُص ذراعها، كل ما رأته هو فيليكس الّذي جاء ليقف بجانبها وفي يده كيس ثلج، ثُم ليونيد الذي نَظَر له وقد مد يدَهُ يطالبه بتسليم كيس الثلج، حينَها كانت تعلم بأن فيليكس لن يفعل، ولم تَكُن ترغب بإشعال شجار وإفساد مزاجها أكثر، لِذا إنتزعت هي كيس الثلج من قبضة فيليكس بينما تقول بِعناد..

" أستطيع الإعتِناء بنفسي.."

لاتزال كف ليونيد في مكانها حينذاك، منتظرًا مِن حارسها أن يمضي مبتعدًا عنهما ولكن فيليكس كان له رأي آخر، لم يَكُن ليترك المكان له وينظر لسيدته وهي بين يديه، إنه حارسها الشخصي وعليه حمايتها من أي خطر، وهو كان أخطر بكثير من أي شيء آخر على روسيل، كان فيليكس يدرك التأثير الذي يحاول أن يفرضه ليونيد عليها، كَرجُل يفهم كل هٰذِه الأساليب، وإلى أين تنتهي، ولأن روسيل كانت مسؤوليته، والفتاة التي تربت لجانبه، كان عليه صد هذا الخطر عنها، لذا وبينما عَيناه الخضراء الحادّة تحدق في كف ليونيد أردف بِنَبرَة تحذيرية مخاطبًا ليونيد..

صَفقَة عِشق الشيطان| نيران أُنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن