الفصل التاسع و الاربعون ( القسم الثاني ) : ما بعد الصدمة.

ابدأ من البداية
                                    

- و انا فيروز.
تمتمت بترفع و غادرت تاركة اياه يطالع اثرها باِعجاب ، و توالت الأيام وهما يلتقيان في الشركة كان عادل الشاب الوسيم المرح الذي يملك هالة تؤثر على الكثير من النساء بلطافته و فوضويته و مع أن فيروز قد لاقت اعجابات عديدة من الرجال إلا انها لم تتأثر بأحد بهم.
غير أنه حين انتهج عادل أسلوب البرود بعدما كان يصادفها مرات عديدة و يغازلها شعرت فيروز بالإستغراب من تغيره و باتت تنزعج من ابتعاده و وقوفه مع الموظفات.

ولكن كبرياءها منعها من اظهار ذلك و مثلت عدم الإهتمام به لفترة طويلة نسبيا حتى وقعت في شباكه و سعدت حينما سحبها نحوه يوما و اخبرها بأنه يحبها و منذ ذلك الوقت وهما على علاقة معا حتى صدمت فيروز في إحدى المرات عندما رأته يخونها مع صديقة له.

في تلك اللحظة انقلبت حياتهما على عقب حين انفصلت عنه ولم تلقي بالا لاِعتذاراته لأنه بفعلته الشنيعة جرح غرورها الذي حافظت عليه طويلا ...
مرت اشهر على فراقهما حتى نال عادل الصدمة القاسية في حياته عند تقدم شقيقه لطلب يد فيروز بدعم من والديه و الأقسى هو ان الاخيرة وافقت ...و تزوجا ليصبحا يعيشان في نفس المنزل !

مرت السنين و كانا قد أنجبا طفلا عبارة عن نسخة مصغرة من أمه ، و عاش عادل اسوء ايامه وهو يرى حبيبته مع أخاه الكبير حتى انه تزوج ب امرأة أخرى لعله ينسى فيروز ولكنه لم يستطع وهي ايضا لم تفعل لأنه وبعد سنوات قليلة عاد قلبها ينبض بحبه بعد تودده المستمر لها خاصة أنها كانت تعيش مشاكل و ضغوط كثيرة مع زوجها الذي تجعله يشعر وكأنه نكرة لا يحظى من حبها و احترامها شيئا ...
و بعدها حصل كل شيء بسرعة و بدأت الخيانات تفتح أبواها للإثنين ... )
___________________
*** عودة للحاضر.
- انا مشوفتش وشه بس احيانا لما بقعد افتكر بحس اني سامع صوت الراجل اللي كان معاها و احيانا بتجيلي مشاهد ضعيفة جدا بلاقي نفسي واقف قدامه و بكلمه وانا طفل بس وشه مضبب مش باين و فجأة المشاهد ديه بتختفي .. مش عارف اذا اللحظة ديه انا عشتها حقيقي ولا كنت بتخيلها.
ردد عمار بسلالة وهو يستلقي على الأريكة فطرقت ريماس بالقلم على سطح المكتب قائلة :
- ركز اكتر و حاول تفتكر اخر حاجة انت لسه فاكرها هي ايه.

تنهد مخرجا الهواء من أنفه و عمل على تصفية ذهنه بشكل جيد مسترجعا الأحداث التي عاشها منذ سنوات طويلة ثم همس بتهدج :
- كنت قاعد مع تيتا و امي جت و قالت انها رايحة لواحدة صاحبتها و هتوديني معاها ... و احنا في العربية فجأة بقت تسوق بسرعة و تلف وشها لورا وهي متعصبة بعدين هديت ووصلنا للشقة اللي متعودة تروحلها وكانت مفهماني ان عندها شغل ولازم اقعد استناها برا لحد ما تجي.
- كنت شايف ايه ع وش مامتك لما كانت رايحاله ؟

- حسيتها قلقانة و مبسوطة فنفس الوقت و في لهفة كبيرة باينة فعينيها زي ... زي لهفة مريم لما كنت بروحلها بعد غياب شهر وشهرين ... انا فاكر في اليوم ده طلبت مني اقعد في الصالة ومدخلش للأوضة لان عندها شغل مهم مع صحابها بس انا حسيت بالملل و الخوف كمان من القعدة لوحدي علشان كده قومت ووقفت قصاد باب الاوضة ... ديه كانت تاني مرة اعملها لأني فأول مرة سمعتها وهي بتعبر عن حبها ليه بس المرة ديه ...

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن