لم تبقي هناك معاناة ألا وتلقيتها منك __ الجزء الثاني

الفصل الاول

" يقولون حدث الألم وانتهي!،
لكن في الأصل أنهم مخطئون،
لأنه لا ينتهي أبدا،
فقط أثره يبقي دائما بداخلنا كي لا ننسي "

وضع يده ببطء فوق عنقه مبتلعا ريقه يتحسسه يريد ان يعلم ان كان حيا ام لا ويتمني ان يكن لم يصيبه شيء فإن المكان حوله ممتلئ بالدماء فهذا ما أصابه بالذعر الشديد
وحينما تأكد أن جسده مازال به النبض زفر أنفاسه بقوة وبراحة شديد ليضع يده خلف رأسه متفحصا من أين تأت هذه الدماء ليعلم ان أحدهم قد ضربه بشيء قوي فوق رأسه ليجز على أسنانه بقوة وتأكد من ان هذه مكيدة دُبرت لأخيه وان أحدهم أراد ان يوقعه بهذا الفخ

نهض سليم واخذ يتطلع بالجثث في المنزل ليتحدث بجهاز اللاسلكي بصوت حاد خائفا ان يحدث شيئا لأخيه
= استعجل عربيات الإسعاف، بسرعة يلا.

تطلع حوله ليأخذ السلاح الذي ببد أخيه واخفاه بخصره دون علم احد فيعرف ان أحدهم فعل ذلك بأخيه ولكن لن يسمح بأن ينجو بفعلته من فعل هذا

جثي مجددا يتفحصه جيدا ولم يجد به شيء غير الضربة التي برأسه ليضع أصبعه أمام انف أخيه يتفحص تنفسه ليجد يبطء بعض الشيء ليخفق قلبه بشدة خائفا ان يحدث له شيء لتترقرق عينيه بالدموع هامسا
= يارب لا، احميه يارب.

بعد مرور دقائق..

أخذت سيارات الاسعاف الجثث لتتطلع فاتن وبجانبها كريم تنتظر خروج أخويها من الداخل وحينما رأت المسعفون يحملون أخيها بناقله سيارات الاسعاف لتركض نحوه ولم تكف عن البكاء هاتفه بصوت ضعيف
= سعد!.. هو كويس مش كده، حد يطمني عليه.

رأت سليم يخرج من المنزل لتتوجه نحوه متمسكه بثيابه
= سليم، طمني عليه وحياتي عندك.. هو كويس مش كده سعد عايش صح.

اومأ برأسه لها مبتسما مغمغما براحة تامة محاوطا وجهها بيديه
= عايش يا حبيبتي، عايش.

فرح كريم لعلمه ببقاءه على قيد الحياة وادمعت عينيه مبتسمة فرحا فور سماعها انه مازال على قيد الحياة ليعانقها سليم مقبلا شعرها فإن ما حدث من عدة دقائق لم يكن هينا عليهما ليتطلعون بأخيهم وسيارة الاسعاف تأخذه لتقول قبل ان تنطلق السيارة
= استنوا معلش انا عايزة اكون معاه، مش هسيبه لوحده.

تطلعت بسليم ليومئ لها بالذهاب معه وان تكن بجانبه لتنطلق بهم السيارة باتجاه المشفى واطمئن أنه بخير فلم يذهب معهم فلا يريد ترك موقع الجربمة والذهاب الأن ولكن على اي حال سيكون عنده بعد انهاء عمله

زفر سليم أنفاسه واضعا يديه فوق وجهه ليقترب كريم منه قائلا
= انت كويس!.