4 - THE END -

71 18 3
                                    

«إن كانت الغاية من هروبك هي النجاة بحياتك؛ إذاً فهروبك ليس أمراً سيئاً»

مقتبَس

-

بعد هنيهة من الهدوء نكزني بيكهيون بإلحاح يسلّمني هاتفه حيث كتب "علينا أن ننتظر لبعض الوقت فقط".

"وكيف تعلم ذلك؟" أجبته بذات أسلوبه.

"أنا مَن استقبلتُها هنا. مهلتها ستنقضي في غضون نصف ساعة".

ها قد عاد لترهاته من جديد. ولكني لا أظنّها مجرد ترهات بعد الآن...

"ما الذي حدث منذ قليل؟"

تساءلتُ متجاهلة وضعيتنا التي كانت لتذيبني في مكان وزمان مغايرين عن هذين الحاليين...

"لم أفهم تماماً. ولكنكِ باختصار ترتبطين بماضيها الأليم بشكل ما"

أعتقد أنّه أحسّ بارتجافي خوفاً فما كان منه إلّا أن ضمّني إليه بلطف يسارع في الإيضاح طابعاً "لا أعتقد أنّها تنوي بكِ شراً، ولكن الخطر وارد الحدوث ولهذا فضّلتُ تجنّيبك إياه".

ربما تذكر أمراً ما لأن شرع في الكتابة بعجلة بعد ما صرّح به أخيراً. "هاه لقد تذكرت. قلتِ إنّ ألمك من الوقت السابق مألوف بطريقة ما. ما الذي قصدتِهِ بالتحديد؟. لأنّها تفوّهت بمعلومات غريبة حول هذا الأمر".

عندما أدركتُ ما يقصد أخذت الهاتف أجيبه "لقد شعرتُ بألم مشابه عدة مرات. ربما ثلاث. الأخيرة كانت منذ سنتين".

"فهمت الأمر. أنتِ تتألمين حينما تكون دينزا هنا! تحديداً في وقت تعرُّضها لأعدائها السالفين"

"ولكنك لستِ منهم. اطمئني من هذه الناحية".

هل يعي ما يقوله حتى؟ قررتُ ألّا أجادله أثناء هذا الموقف العصيب...

"بيك. ألا تملك شيئاً ما يصمّ أذنيها ربما؟"

تساءلتُ حينما خطر لي الأمر.

"ذكّريني بأن أسخر مز اقتراحك العبقري حينما نخرج من هنا! بصعوبة أكبح نفسي، أقسم لكِ"

"أترغب بشنّ معركة عض جديدة؟"

جاريته ولكنّه أحزنني حقاً بإجابته.

"لا. سينتهي بكِ الأمر بالبكاء مجدداً".

أنا فقط أقفلتُ الهاتف أرميه عليه. ثم حاولتُ إبعاد نفسي عنه وفشلت إذ قربّني لصدره أكثر.
أحقاً لا يدري بتأثير حركاته هذه على قلبي المرهف له؟.

"انظري ايري كنت أمزح فقط"

تبسّمتُ لا إرادياً على عبارته الأخيرة وانتظرتُ حتى أكمل سؤاله التالي "ألا تنوين أن تخبريني باسمك؟"

"فقط إن وعدتَني أنّك ستستمر في دعوتي بإيري"

دفن رأسه في عنقي ليضحك بحرية وحقاً خشيت من أن يغمى عليّ هاهنا. هذا الاحتمال ليس مستحيلاً حتى...

"إيلجي لينا"
تخطيت أفكاري الغبية وكتبت.

تجمّد للحظة فرفعت ناظري إلى رأسه أحاول استنباط ما به. وأدركتُ الأمر حينما قرأت ما كتبه تالياً.

"لحظة أنا أعرفكِ. إيلجي لينا ري-بيكاه!"

صعدت الحرارة لرأسي. تعرّف إلى حسابي حقاً! هو فعل.

"أنتِ لن تخبري أحداً بما رأيته. هاه لينا؟"

"إن عدتَ لتخاطبني باسمي الأول قد أعدكَ بهذا."

أنتِ لعينة إيلجي لينا. اعترفتُ لنفسي.

"بكل تأكيد ايري" .

سطع الضوء فجأة واستطعتُ التعرف أخيراً موقعنا. إذ كنا نجلس مباشرة أمام الباب المغلق، ذاته الذي أدركتُ أنّها استخدمته لتغادر. ويبدو أنّ مهلتها قد آن أجلها.

تنفّستُ براحة أخيراً. وخالجني خجل طفيف لا يتناسب مع ما عشته مؤخراً ولكنّي أذعنتُ لرغبتي الطارئة وانسحبت من فوق بيكهيون بهدوء قبل أن أحبو خارجة من الممر الضيّق والذي لا أدري حتى هذه اللحظة كيف تمكنّا من اجتياز عتبته حتى...

«أنتِ ايري صغيرة حقيقة».

سمعتُ صوته بعد فترة طويلة من الصمت.

ورغم قهقهاته -وربما لأجلها- تابعتُ الحبو.

-

_ النهاية _

One night | BBHWhere stories live. Discover now