"جلالتك قرأت الرسالة صَحيح؟" سألهُ القائد نَظرَ المَلك له و النظرة تَكفي الى أن تكونَ اجابته نَعم "المملكة المُجاورة تُطالب بالاصلاح و انهاءِ الحرب خلالِ هَذهِ الأيام و هَذا حقاً جيداً كما و أنَ ملكهُم يَطلب زيارة مملكتنا لأجلِ انعقاد الهدنة و حلِ النزاع نهائياً رُبما هَذا الخبر سَيُفرحَ الجميع و تنتهي المعاناة"

طموحاتَ القائد هيَ ذاتها طموحاتِ الشَعب لكن ليست طموحاتَ المَلك "ارمي رسالته و كأنها لم تَصل" نبسَ المَلك بِبرود شَديد لا غايةَ لديه في انهاءِ الحَرب بَل هوَ لا زالَ يسعى خَلفَ دمارِ تلكَ المملكة لتكونَ مِن نَصيبه و عندما قالَ ذَلك تلاشت تعابيرَ القائد هوَ حقاّ كانَ لديه إحساس برفضِ المَلك لكن وضعَ بعضَ الأمل

"جلالتك أرجوك هَل تُدرك ما تَقوله؟ الفرصة أتت بطبقٍ مِن ذَهب نحنُ لم نَخسر كلَ ما في الأمر مملكتنا و تلكَ المملكة سَتُصبحان واحد بمجرد اصلاحِ العلاقات و سنتمكن مِن توسيع نفوذنا و نفعلَ الكثير و الكثير و مِن ناحية أخرى انظر الى الشعب كباراً و صِغاراً جميعهُم عانوا مِنَ الحرب و فقدوا أحبائهُم

دعنا لا نكونَ غيرَ مسؤولين عرضَ المملكة المُجاورة أتى في وقته لن نَضطرَ الى بذلِ مساعينا و اهدافنا لأجلِ حروب لا تُخلف سِوى الدمار و الحرمان هَذهِ فرصتنا جلالتك دعنا نزدهر بِما هوَ أفضل لنعيشَ بسلام" حاولَ القائد بكلِ ما لديه لتغييرَ تَفكيرَ الملك و أن يَضعَ الانانية و التحدي جانباً لكي لا يُدمرَ نَفسه بِنَفسه

"كلا الحرب هيَ الحرب و سأكسبها...كلمة أخرى ولن تَجدَ رأسك" دوماً ما يَكونَ قليلَ الكلام مُجرد كلمات قليلة تُنهي حديث لا فائدة منه بالنسبةِ إليه و هَذا يَعني قَد حَسِمَ أمره ظَلَ القائد يُحدق نَحوه مُستاءاً مِن تَفكيره و قسوته و هَذا يَجعلهُم يكنون الكرهَ تِجاهه لأنه يستخدم قسوته تِجاهَهُم و هُم لا ذنبَ لهُم بما يَحدث

"أمرك" نبسَ و شَدَ على الرسالة بقبضته انحنى ثمَ غادر في الحقيقة غاضب جداً لا سبيلَ لديهُم لأيقافَ المَلك عندَ حَده شَخصٌ لا مُبالي و عديمَ المسؤولية لا يَجب أن يَكونَ ملكاً عليهُم لكن معَ ذَلك غيرَ قادرين على التنفس أمامه فنهايتهُم القبر لذلكَ يُفضلون أن يبقوا صامتين يتلقونَ بؤسهُم انجرافِ حياتهُم نَحوَ الجحيم

بمرورِ فترةِ النهار أتت وجبةَ الغداء دَخلت الجارية هيري و هيَ تَحمل غداءَ المَلك معها حَدقَ نَحوها أنها ليست سولا آخرَ ليلة لهُم لم تَنتهي بمودة فهيَ قَد أصابته بالجنون عندما أخبرته أنها أيضاً سَتبحث عَن رَجل يُحبها و يُقدرها لأنها تستحقَ ذَلك فهيَ ليست كأي امرأة في قَصره بَل فتاة لا زالت بريئة عفيفة

بدأت الجارية تُرتب الصحون هُنَ بارعات لدرجة يَفعلنَ ما يَجذبَ المَلك رُبما مانَ ذَلكَ سابقاً لكنه الآن بِشرود تام لا يوجد في ذهنها سِواها تَفصله عَن هَذا العالم وما يُغضبه هوَ أنها تَعصي أوامره و تَرفض أن تَكونَ خادمته باتت كلمتها المسموعة و ليسَ كلمته عندما لا يُحاسبها و يُجبرها على فعلِ ما تؤمرَ به

28 سبب // PJM KSG حيث تعيش القصص. اكتشف الآن