وقف بقلق عليها و جذبها معه لكن بمجرد وقوفها شعرت بالكون يدور من حولها و خارت قدماها لترتخي اضلاعها و كادت تسقط لولا أن أسندها يوسف.
وضع يده على خصرها و تمتم خائفا عليها :
- مريم استني انتي كويسة.وصله أنينها الخافت فسار بها في حذر قائلا :
- تعالي معايا slow down و متخفيش.أجلسها على الأريكة الجانبية وهي شبه غائبة عن الوعي ثم هرع لجلب كوب من الماء و رش عليها قطرات منه ، أسند ظهرها و جلس مقابلا لها يمرر يده على وجهها البارد و يديها نفس الشيء متمتما لها بكلمات مهدئة ...
*** بينما في الجهة كان كمن تلبسته الشياطين وهو يرى تقاربهم لهذا الحد ، في لحظات اختفى كل ما سعى اليه في الأيام الماضية و تطايرت أطياف ذكرى واحدة أمامه.
أحس أنه يعيش تلك الحادثة من جديد ، خيانة من زوجة تعانده و تتهمه بالسوء دائما مع رجل يعرفه حق المعرفة لا شيء مختلف إلا الشخصيات نفسها فهو أصبح بطل الحكاية المخدوع بدلا من والده !لم يطق عمار شعلة اللهيب في عينيه من سخونتها فأغمضهما و فتحهما ثانية ربما يجد نفسه يتخيل و يعيش واحدة من هلاوسه ، و لكن العالم الذي من حوله ظل ينهار وهو يرى صديقه المقرب مع زوجته في وضعية واضحة للأعمى ، و في الثانية التي خطى فيها خطوة واحدة وهو ينوي الدخول اليهما و قتلهما خنقا...
في تلك اللحظة بالضبط أعاد عقله على حين غرة استحضار جملة قالتها طبيبته في إحدى جلساتهما ولم يظن أنها ستستطيع التأثير عليه لهذه الدرجة ...
" الحياة ليها زوايا كتيرة ووجهات نظر مختلفة كل واحد بيشوف و يسمع و يفهم بمزاجه و يصدق اللي رسمهوله عقله من غير ما يحب يستفسر فيلاقي نفسه دمر كل حاجة في دقيقة كان قادر فيها يستوعب وجهات نظر غيره و يفوز بحاجات كتير.
- ازاي يا دكتورة يعني اكدب اللي بشوفه و بسمعه و اقول ممكن ابقى غلطان ؟
- لا بس كل حاجة في الحياة عندها اكتر من اتجاه انت مش هتقدر تعيش فيها لو اعتبرت ان ليها اتجاه واحد اسمه الحقيقة و تعتبر اي حاجة من غيره كدب و نفاق ، جرب تشوف الموضوع من زاوية تانية و اتمهل قبل ما تعمل اي خطوة قادرة تكلفك كتير في المستقبل ..."كانت كلماتها كالسحر عليه فتريث في آخر خطوة و اختار تطبيق نصائحها على أرض الواقع هذه المرة ، فركز معهما بعينيه الحمراوتين قبل أن يسمع يوسف يتساءل :
- بقيتي احسن دلوقتي ؟قضب عمار حاجباه بغرابة و قطع المسافة بينهما وهو يتجه ناحيتهما لتتضح له مريم التي لا تبدو في وعيها التام و الآخر يحاول جعلها تشرب الماء فاِستوعب ما يحصل و ردد فجأة :
- في ايه مالها مريم.انتفض يوسف الذي تفاجأ بحضور عمار المفاجئ و سحب يده بتلقائية قائلا :
- داخت ووقعت مني.ظهر القلق جليا على وجهه و اقترب منها معطيا لنفسه المكان الذي كان يشغله الآخر ، و اردف باِستعجال بينما يتفحصها :
- عندها هبوط.
ČTEŠ
نـيـران الـغـجـريـة
Mystery / Thrillerتتقاطع طرقهما و تتصادف الأقدار لتجمعهما معا .... في ظروف غامضة و خارجة عن المألوف .. بين طرفين معاكسين لبعضهما .... أحدهما يمثل القناع المزيف للصورة المثالية لأي شخصية ذات قيمة في المجتمع ، و يستغل نفوذه ليتذوق لذة ضعف الآخرين أمامه ... و الطرف الآخ...
الفصل الخامس و الأربعون ( القسم الأول ) : مواجهة الماضي.
Začít od začátku