الفصل الخامس و الأربعون ( القسم الأول ) : مواجهة الماضي.

Začít od začátku
                                    

وقف بقلق عليها و جذبها معه لكن بمجرد وقوفها شعرت بالكون يدور من حولها و خارت قدماها لترتخي اضلاعها و كادت تسقط لولا أن أسندها يوسف.
وضع يده على خصرها و تمتم خائفا عليها :
- مريم استني انتي كويسة.

وصله أنينها الخافت فسار بها في حذر قائلا :
- تعالي معايا slow down و متخفيش.

أجلسها على الأريكة الجانبية وهي شبه غائبة عن الوعي ثم هرع لجلب كوب من الماء و رش عليها قطرات منه ، أسند ظهرها و جلس مقابلا لها يمرر يده على وجهها البارد و يديها نفس الشيء متمتما لها بكلمات مهدئة ...

*** بينما في الجهة كان كمن تلبسته الشياطين وهو يرى تقاربهم لهذا الحد ، في لحظات اختفى كل ما سعى اليه في الأيام الماضية و تطايرت أطياف ذكرى واحدة أمامه.
أحس أنه يعيش تلك الحادثة من جديد ، خيانة من زوجة تعانده و تتهمه بالسوء دائما مع رجل يعرفه حق المعرفة لا شيء مختلف إلا الشخصيات نفسها فهو أصبح بطل الحكاية المخدوع بدلا من والده !

لم يطق عمار شعلة اللهيب في عينيه من سخونتها فأغمضهما و فتحهما ثانية ربما يجد نفسه يتخيل و يعيش واحدة من هلاوسه ، و لكن العالم الذي من حوله ظل ينهار وهو يرى صديقه المقرب مع زوجته في وضعية واضحة للأعمى ، و في الثانية التي خطى فيها خطوة واحدة وهو ينوي الدخول اليهما و قتلهما خنقا...
في تلك اللحظة بالضبط أعاد عقله على حين غرة استحضار جملة قالتها طبيبته في إحدى جلساتهما ولم يظن أنها ستستطيع التأثير عليه لهذه الدرجة ...
" الحياة ليها زوايا كتيرة ووجهات نظر مختلفة كل واحد بيشوف و يسمع و يفهم بمزاجه و يصدق اللي رسمهوله عقله من غير ما يحب يستفسر فيلاقي نفسه دمر كل حاجة في دقيقة كان قادر فيها يستوعب وجهات نظر غيره و يفوز بحاجات كتير.
- ازاي يا دكتورة يعني اكدب اللي بشوفه و بسمعه و اقول ممكن ابقى غلطان ؟
- لا بس كل حاجة في الحياة عندها اكتر من اتجاه انت مش هتقدر تعيش فيها لو اعتبرت ان ليها اتجاه واحد اسمه الحقيقة و تعتبر اي حاجة من غيره كدب و نفاق ، جرب تشوف الموضوع من زاوية تانية و اتمهل قبل ما تعمل اي خطوة قادرة تكلفك كتير في المستقبل ..."

كانت كلماتها كالسحر عليه فتريث في آخر خطوة و اختار تطبيق نصائحها على أرض الواقع هذه المرة ، فركز معهما بعينيه الحمراوتين قبل أن يسمع يوسف يتساءل :
- بقيتي احسن دلوقتي ؟

قضب عمار حاجباه بغرابة و قطع المسافة بينهما وهو يتجه ناحيتهما لتتضح له مريم التي لا تبدو في وعيها التام و الآخر يحاول جعلها تشرب الماء فاِستوعب ما يحصل و ردد فجأة :
- في ايه مالها مريم.

انتفض يوسف الذي تفاجأ بحضور عمار المفاجئ و سحب يده بتلقائية قائلا :
- داخت ووقعت مني.

ظهر القلق جليا على وجهه و اقترب منها معطيا لنفسه المكان الذي كان يشغله الآخر ، و اردف باِستعجال بينما يتفحصها :
- عندها هبوط.

نـيـران الـغـجـريـةKde žijí příběhy. Začni objevovat