Part 2

178 21 3
                                    

الساعة ٧:٠٠ صباحاً

هذه الساعة قد اعتاد الجميع بالأستيقاظ عليها الغني والفقير من يملك اموال طائلة ومن لا يملكُ شيئاً ابداً الذي يظن بأنهُ اتى للحياة لكي يتعذب فقط لكي تحسم انفاسهُ وتهدر حقوقه الشخصية
هذه الساعة الان لكي يستيقظ الجميع للذهاب للعمل او لغرض الدراسة لأنهُ اليوم الاول للدراسة الجامعية
الجميع يستطيع الاستيقاظ مبكراً الا انا
مغرمةً في النوم العميق الى ابعد الحدود اضع الماكيروفون برأسي واضع موسيقى كلاسيكية وارفع صوتها لكي لا اسمع احداً غيرها لكن من سوء حظي امتلك أم حنونة وطيبة من الداخل قاسية القلب من الخارج من لا يطاوعها سيقتل حتما ،
- وردة وردة استيقظي يا بنت ستتأخرين على اول ايام الجامعة ، قالتها وهي تصرخ في اذني
-عندما يصل ( الباص ) سأذهب اعدك      
- عزيزتي انتِ في بغداد لا في باريس استيقظي وألا سأضطر التعامل معكِ في وجهي الثاني
- لا لا ارجوكِ انا مستيقظة ، قلتها وانا مرتعبة
- سأحظر الافطار وانتِ اغسلي وجهكِ و ارتدي ثيابكِ والحقيني
تمام
ذهبت امي وخرجت من غرفتي
- اليوم الاول من الجامعة الحمقاء
- ماذا قلتي ؟ قالتها امي بصوت مرتفع من الخارج
- لا شيء ، قلتها وانا ذاهبة اليها فوراً
ذهبتُ لكي اغسل وجهي وقفت اما المرآة لعدد دقايق وانا غالقة عيني لا استطيع ان افتحها لانني متعبة جداً .. اتت أمي ورأتني بهذا الشكل
ذهبت الى المطبخ مسرعة واتت بقالب صغير من الثلج و وضعتهُ في ثيابي
واستيقظت واني اصرخ
- اميي اميي ماذا وضعتِ لي انا اتجمد
- تستحقين ذلك ، قالتها وهي تتقهقه ضحكاً
- ماذا فعلت
- لكي تتعلمين بأن اول ايام الجامعة يجب ان تكوني جاهزة قبل الموعد بثلاثة ساعات
- لماذا سأذهب الى الجامعة اما للمطار
- كفي عن سخافتكِ واغسلي وجهكِ وارتدي ثيابكِ وتعالي فوراً الى المائدة
تمام نصف ساعة وأتي اليكِ
- عشرة دقائق اذ لم تأتي الى المائدة وانتِ جاهزة سأقتلكِ حتماً
- حاضر حاضر اف ، قلتها وانا ذاهبة لغرفتي
- لماذا لم تغسلي وجهكِ يا بنت
- غسلتهُ بكلامكِ شكراً
ذهبتُ لكي ارتدي ثيابي ارتديت ( التنورة ) والقميص الأبيض الأزياء الأساسية في الجامعات العراقية المعروفة
لم اضع مستحضرات التجميل على وجهي لانه في تصوري لا تناسبني ابدا 
بعد أن اكتملت من كل شيء
خرجت لكي اذهب الى المائدة وجدت امي بأنتظاري
- ما هذا ؟ قالته امي وهي تحدق بثيابي
- ماذا؟
- لماذا هو قصير هكذا
- يا امي هو هذا لباس الجامعة المتعارف عليه ما بكِ هل نسيتِ هذه السنة الثانية لي في الجامعة ولم تعرفي لباس الجامعة
- انزلي ( التنورة ) للأسفل اكثر وتعالي اجلسي لكي تتناول الأفطار لم يبقى سوة نصف ساعة للذهاب
جلست لكي اتناول الأفطار
- ابنتي اريدكِ هذا العام ان تكوني شفافة لا قاسية و تتصرفين كالأولاد كوني انثى لطفاً ولو يومين في الاسبوع لا تدعيهم يهربون منكِ واياكِ يا وردة ان تتشاجري بالمرة السابقة التي تشاجرتي فيها من ثلاثة اساتذة و خمس عشر طالب و ثلاثيين طالبة لم يبقى سوى عشر حراس وتصبحين في قبضة العدالة 
- الأن تتذكرين كل هذه الأشياء ولباس الجامعة تتناسيه
- لاحظي انا افكر بماذا وعقلك السخيف يفكر بماذا
- حاظر يا امي سأكون شفافة لن اقتل احداً لن اتشاجر مع احد سأكون لطيفة نوعاً ما سأقبل جميع الأولاد أن اردتي ايضاً
- لا تكوني حمقاء ، قالتها اني وهي تضربني على رأسي
انتهيت من تناول الأفطار قبلت والدتي واخذتُ حقيبتي الصغيرة وذهبت
خرجت اوقفت احد سائقي الأجرة و ذهبت الى الجامعة .
كان السائق شابً يمتلك عينين جميلتين ولديه (اللحية) كنت سأمسكها حينما اوقفتهُ لأن من يمتلكون الحية في عيني هم اكثر فتانة من الجميع , كان يظر لي السائق بواسطة المرآة وان عقدتُ حاجبي عليه واخرجت وجهي الثاني الذي يخشاه الجميع لأنني اكون شريرة جدا فيه , رأني السائق وانا غاضبة لانه ينظر ألي منذ ان ركببت تلك السيارة اخذ المرأة وابعدها عني  واصبح ينتبه لطريقه وهو خائف ان اقتله ( احيانا القسوة تأتي بنتيجة مضحكة)
يعتقدون سائقي الأجرة بأن الفتاة حينما تخرج لوحدها تكون فريسة لهم لكي يلتهموها لكن انا املك وجه بريء جدا وجمالي ملحوظ لكن ما لا يعلموه بأنني قليل ما اشعر بأنني انثى فجميع زميلاتي عندما يتشاجرون مع احدهم ليس لديهم الا انا فالجميع يلقبني ( انثى بمئة رجل ) كل هذا لانني اعلم ما يدور في عقل الرجال وانا استطيع ان اقتلع تلك الافكار واضعها بموخرتهم لأن الأنثى خلقت لكي تتسلى لا لكي تكون جارية في البيوت وليس كل انثى تخرج تكون عاهرة , عقولهم يجب ان توضع في مصنع ( الديتول المركز ) لكي نكون بخير
اوصلني السائق على بوابة الجامعة رأيتُ صديقتي منار تنتظرني عند بوابة الدخول اخرجتُ اجرة السائق مد يدهُ لكي يأخذها سحبتُ يدي وعقدتُ حاجبي من ثم قلت :
- تعلم ان تقود وانت منصف بين نفسك وبين رزقك وتلك المرأة تعلم ان تضعها على الطريق لا على افواه الناس
من ثم رميت الأجرة في وجههُ
من بعدها ذهبت الى منار وجدتها تهز برأسها وتقول :
- ها انتِ لا تتغيرن ابداً تصنعين شجاراً مع الجميع
- انا ابتسم حينما اخذُ بحق جميع الأناث من الرجال
- هناك رجال لا يستحقون ذلك يا وردة
- لا عليكِ فالجميع متساوةً ليس هنالك احداً افضل من الأخر جميعهم يتنافسون لكي يجدون من هو اكثر سوء
- انتِ موسوعة ، وهرعت ضحكاً
اصبحت وجهتنا الى الجامعة دخلنا لها ونحن نبتسم الجميع يعلم الطقوس في الجامعات العراقية اول الأيام هي ايام جميلة جدا رحلة واسعة لأستكشاف الأصدقاء و المحطات الدراسية الجديدة
رأينا علي وهو يتوجه الينا ( علي هو حبيب منار )
القى علينا التحية
- اهلاً علي ، القيت عليه التحية وانا مبتسمة
- اهلاً حبيبي ، ردت عليه منار وهي تريد ان تبلعهُ
دهستُ على قدمها وقلت :
تأدبي يا فتاة
رأيتهم وهم يتكلمون وجميعنا نعلم عندما يلتقيان قلبان رأى كلاهما الاخر بأنهُ ذلك الوتين الغائب لا يحدث ملل من حديثهم ابداً ،
قلت وانا انظر لهم :
انا سوف اذهب كما تعلمون لا اروق لتلك السخافات
رد علي و منار بنفس الجملة :
- اصبح حديثنا سخافات يا وردة ؟
- كونوا جاهزين للوداع فالحب كالنظام الجمهوري نختار نحن من نحب لكي نبقى معهُ لفترة ويختاروا لنا اهالينا الرئيس الكبير الذي يعم صامتاً حتى لحظة الوداع ليهرع ويقول انا هنا ،
- كم انتِ سلبية يا وردة ، قالتها منار وهي تشعر بالغضب
- وكم انتِ حمقاء يا عزيزتي ، قلتها وانا اتقهقه ضحكاً وذهبت
اصبحت اتمشى لوحدي في الجامعة
اعادة لي الحياة
اخيراً هناك حرية استطيع ان اتنفس الان بعيداً عن منزلي وبعذر مقبول حتماً
نظرت من حولي
هناك فتاة مستقيمة جالسة بمفردها تبكي بشدة
* انا والبكاء رحلة طويلة من الألم اسعى لكي لا اجعل احداً يبكي ويجرعُ كما حدث لي
ذهبتُ لها
القيت التحية عليها ، لم تجيب كان بين ذراعيها وردة صغيرة
مدتُ يدي كي اصفعها ! لكن سحبتها تمالكتُ اعصابي تقديراً لحالتها
- اذن ما بكِ تبكين كالأطفال ؟ ، قتلها وانا مشمئزة منها
- لا شيء ، قالتها وهي تبكي بشدة
- تكلمي والا سوف اقتلع عينيكِ
- لا تتحدثي بسذاجة لطفاً !
- ولا تكوني حمقاء وتكلمي لطفاً !
- لماذا انتِ فضولية ماذا تريدين !
- ما هو اسمكِ ؟ قلتها انا انظر بعينيها
- ديمة
- هل تعلمين ما معنى اسمكِ يا ديمة ؟
- لا اعلم
مددتُ يدي اخذتُ الوردة التي تقع بين ذراعيها وقلت :
- معنى اسمكِ يا عزيزتي المطر وسكون المطر انتِ تبكين الان وكأن الغيوم تلاشت في عينيكِ وكأنني الان ارى دجلة والفرات يلتقيان في سرج شفتيكِ
- كما قلتِ انا كالمطر ابكي
يا حمقاء انتِ لا تعلمين بأن المطر لديه عواقب ايضاً يستطيع ان يسعقُ من يشاء بكومةُ رعيد وايضا لا تعلمين بأن نهاية المطر هو قوس قزحٍ جميل كعينيكِ
مسحت دموعها بالمنديل وقالت :
- ما هو اسمكِ
نظرت الى الوردة وقلت لها :
- وردة
- نعم اعرف ! ما هو اسمكِ
- قلت لكِ وردة
- اعلم انها وردة ما هو اسمكِ انتِ
- يا حمقاء انا اسمي وردة
هرعت ضحكاً وقالت :
- اسم على من لا يسمى
- تتأدبين ولا اجعل تلك العينين تتراقص الان

فينوس في ازقة بغداد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن