الفصل الواحد و الأربعون : معرفة مسبقة.

Start from the beginning
                                    

و هذه كانت حالة عادل الذي أظلم وجهه وهو يجلس على الجهاز يستمع لمحادثات مريم و عمار بعدما كُشف أمر التتبع فذهب الأخير لزوجته لكي يستجوبها ، و في أثناء ذلك صدم وهو يستمع لحقيقة أن عمار اقترب من إبنته !
حينها جن جنونه و تحفزت أبوّته لينوي الذهاب اليه و تحطيم وجهه ، غير أنه تراجع في آخر لحظة و ارتمى على كرسيه مهمهما بوعيد :
- يعني انت قربت من بنتي و خليتها تتعلق بيك بعدين سبتها علشان واحدة مبتسواش ... ماشي يا عمار و ربي هندمك ع الساعة اللي اتولدت بيها.

رفع رأسه عند سماع صوت خطوات فوجد سليم يدخل و الخزي باد على وجهه المكدوم ، ضيق عيناه و نهض اليه مغمغنا من بين أسنانه وهو يجذبه من ياقة قميصه :
- ازاي عمار عرف ان في حد عامله تتبع و اواي انت تغفل و تحط الجهاز في مكان سهل يشوفوه !

رد عليه الآخر :
- يا فندم ال Gps بقاله سنين وهو محطوط في عربيته اللي بيستخدمها لما يبقى رايح لمشواير مهمة و كنت حاطه في مكان مستحيل يوصله بس معرفش ازاي الجهاز وقع و خدو بالهم منه.

أفلته بعصبية وزفر بقوة مرددا :
- اللي حصل ده مصيبة كبيرة لان اغلب خططنا اتكشفت عمار قرب يفهم من مريم كل حاجة و دلوقتي هياخد احتياطات اكتر و يبقى صعب نوصل لاي حاجة تخصه.
انا زمان كنت بعرف كل خطوة هو بيعملها بفضل الجهاز ده بس دلوقتي لازم نثبتله أنك بريء و الغلط كان بسبب غفلة منك ومش متعمد ... وبعد ما يرجع يثق فيك تاني احنا هنرجع لخطتنا القديمة هنأذيه في شغله من جهة و من جهة تانية هنقلبه على أبوه رافت و نخليه يفكر انه هو ورا كل حاجة حصلتله هو و مراته.

أومأ سليم بخضوع دون أن يرفع رأسه :
- أمرك يا فندم ... اوعدك هصلح المشكلة اللي حصلت النهارده.

_______________
دخل الى القصر بترنح وهو يلف الضمادة الطبية بعشوائية على يده ، استقل المصعد ولا يزال منشغلا في ربط الجرح لكنه فشل بذلك فتأفف بسخط و همهم :
- و كأن همومي مش كفاية عليا ناقص ايدي تتفتح يعني.

وصل الى الطابق الذي تقبع به غرفته فخرج مسرعا و اتجه لجناحه ليصفع الباب خلفه و يرمي الضمادة بخنق تملك منه و جعله يطلق سبابا خفيضا.
وبعد دقائق قاطعه صوت طرق الباب الذي يألف وقعه جيدا ليندهش عمار عندما وجد ندى تقف أمامه و بيدها علبة الإسعافات الأولية لكن لم يدم اندهاشه طويلا عندما حمحمت و همست بصوت خفيض :
- كنت مروحة لأوضتي لما لقيتك داخل و ايدك مجروحة ومش عارف تعالجها.

تلجلج عمار و اضطربت ملامحه من صعوبة موقف لقائهما الآن ولكنه اومأ برأسه على أي حال و تمتم :
- تعالي نقعد في البلكونة برا.

ذهبت معه و جلسا في الشرفة الخارجية و شرعت ندى تعقم جرح يده و تضمدها برتابة دون أن تنظر اليه ، و هذا ما جعل عمار يتلوى من داخله لأنها جاءت تساعده رغم ما فعله بها و ما قاله لعائلته بخصوصها فتنهد و ضغط على نفسه مرارا كي يخرج الحروف من لسانه :
- ندى انا مكنتش عايز الوضع يوصل لكده و اتكلم قدام والدتك و سعاد هانم ... صدقيني مكنتش اقصد اهينك ولا اجرحك بس في لحظة غضب ...
انا مكنتش واعي للي بقوله لما عرفت ان مرات ابويا خبت عليا اللي حصل و ان مامتك صورتنا في اللحظة اللي قربنا فيها من بعض و استغلتها ضدي عشان تبين كأني انا اللي مراعيتش الروابط اللي بيننا و بوستك و كمان بعتت الفيديو لمراتي ... في لحظة واحدة لقيت نفسي مخدوع و مظلوم و متهم بحاجة معملتهاش قمت ...

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now