لَم يَعُد يُسمَع بالمَنزِل سِوى صَوت تَعنيف فيلكس للوِعاء الذي بيَدَه وَ صَوتَه المُهتَز الذي خَرَج بِحِنق مُعاتِباً : " ألا يُدرِك احَد أنني أنا هوَ المُتأذي بِهَذِه العلاقة؟ "

" أحَقاً لَم يُدرِك واحِداً مِنهُم تِلكَ الهالة المُقَزِزة بَيني وَ بينَ والِدتَه ؟! بالطَبع لا ، هُم يُدرِكون أخطائِي فَقَط ! "

" تِلكَ العَجوز الشَمطاء، سَيدة مِلعَقة، والِدتَه التي قابَلتها اليَوم هيَ ذاتَ السَيدة التي ارسَلت لَعين إلى مَنزلي يُهَددني بِالابتِعاد عَن أبنها "

" أبَنها الذي كُل قِطعة بِداخلي هيَ مِنهُ، ذَلِك الذي احبَبَتُه وَ تَمنيت ان يَنتهي الطَريق بِه مُقَفلاً، تُهَددني للابتِعاد عَنهُ "

لِما؟ لِأنهُ رَجُل مُحتَرَم وَ لَه شَأن كَبير بالمُجتَمع، و بالطَبع اعتَقدت انني اركُض خَلف ثَروَته اللعينة "

" رائع! رائِع اليسَ كَذلك!؟ "

وَضَع الوِعاءَ بِغَضَب على المِنضدة و رَمى المِلعقة بِجانِبَه لِيتناثَر الخَليط بِكُل مَكان. فَرد ذراعَيه امامَه يَتكأ عَليها و انزَل رَأسَه لِيَبدأ جَسدَه النَحيل بالاهتِزاز.

" لِما قَلبي يؤلِمني هَكذا؟... "

انهار هَذا الشَاب الصَغير، لقد وَلِد دونَ حَظ، مُتامَسك هوَ  ليسَ مِن النَوع الذي يَنهار بُسرعة لَكِن الاشياء التي حَدثَت مَعه في آخر فَترة كانَت كَثيرة، خاصَةً ما حَدَث مَعه بَعد عَودتَه مِن كَندا :

عادَ الى مَنزِلَه الدافِئ وَ لَقد كانَ سَعيداً، الفَراشات الوَهمية تَتطاير أمامَه بِشُكل لامِع لَكِنها تَحولت الى غُربَان سَوداء فَور ان صاحَ جَرس المَنزِل.

Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ Where stories live. Discover now