رَفع الآخر حاجِبَيه ليَقول بِأنفِعال :
" بَلى، أنتَ تَبدو كَذلِك فيلكس ! "

" هان !! "

" تارة تُقَبِله ثُمَ تُريد الهَرَب وَ تارة تَنام مَعه ثُمَ تَرفُضَه! "

فَتَح فاهَهَ أثَر صَدمَته وَ لقد كانَ عاجِزاً تَماماً. كَيف لِصَديقَه ان يَقِف ضِدَه في مَوقِف كَهذا؟ لَقد وَجد ذَلِك غَير عادِلاً، كُلاهُما يَقِفان ضِدَه وَ لَم يَسألَه احَدُهِم لِما!

اكتَفى بِأن يَصمُت فَ هَز بِرَأسَه و اكمَل مَزج خَلطة الكوكيز مَعاً بِقَهَر، مِما جَعل هان يُدرِك ان كلامَهُ كانَ غَير لَبِقاً مَع طِفلَه. تَنهَد يُهَدِء مِن رَوعَه ثُمَ صَمت لِوَهلة قَبل ان يَقول بِعُتاب :

" فيلكس، أنا اعلَم ما مَريت بِه وَ اعلَم انَّهُ لَم يَكُن بِهَين ابداً، لَكِن صَدقني، هيونجين لَيسَ ناكيوم بَل هوَ عَكسه تماماً، إن كُنت لا تَثَق بي، فَثِق بي هَذِه المَرة "

اهتَزَت شَفتَيه وَ لَم يُريد آن يَتحَدث فَأكمَل تَعنيف الخَليط بالوَعاء مُنزِلاً رَأسَه، أما هان كانَ يَنظُر لَهُ بِأسى وَ لَم يُريد الضَغط عَليه لِذا حاوَل ان يَنصحَه بِلُطف :

" فيلكس، أعطِي نَفسَك فُرصة وَ اعطِه فُرصة، كُلاكُما ضَحايا حُب كان كاذِب، عالِجوا انفُسَكُم بِبَعضِكُم البَعض "

لَم يُجيبَه المِعني بَل استَمر بِأنشَغالَه او لِنقل انهُ يتَصنع ذَلك. تَنهَد ثُمَ وَقَف يَنظُر لِقَصير القامة، لَقد شَعَر بالذنب نَوعاً ما لَكِن مَع ذَلك لازال يَرى ان ما يَفعلَه فيلكس خاطِئاً.

أبقى أنظارَه عَليه و عِندَما لَم يَجِد رَد اراد ان يَدَعه وَ شَأنِه، استَدار حامِلاً نَفسِهِ و خَرَج مِن المَطبَخ في جَميع الاحوال كانَ يَتوجَب عَليه الذَهاب كونَ لينو ارادَ الخُروج مَعَه لِلذهاب في مَوعِد صَغير.

ارتَدى مَعطفَه و ارادَ الخُروج مِن المَنزِل بالفِعِل لَكِنه تَذكَر أنَّهُ نَسيَ مفاتِيحَه لِذا عاوَد إغلاقَ باب المَنزِل و عادَ ادراجِهِ، التَقط المَفاتيح مِن الصالة ثُمَ التَفت ناوِياً الذَهاب.

Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن