البارت العشرون ♥الجزء الثاني ♥

Start from the beginning
                                    

***
جلس علىٰ سجادة الصلاة يدعو الله براحة قلبه وخروج حبه لمي من قلبه أصبح مُرهق دائمًا عيناه الذابلتين لا يتوقفا عن البكاء والشعور بالذنب من حديثه اللعين معها عندما كانا بالشركة.. انتهي من صلاته سامحًا لميرا بالدخول بعدما طرقت الباب.. دلفت وجلست بجواره علىٰ الأرض أردفت بحزن من أجل اخيها: جاسر علشان خاطري كفاية إللي بتعمله في نفسك ده حرام عليك بجد
تحدث بحزن شديد: إحساس وحش أوي ياميرا، انا بحبها أوي واللهِ بس هي محبتنيش خالص، كان نفسي تِكدب كُل كلمة قُلتهالها في ساعة غضب كان نفسي تقولي لأ أنا بحبك أنت مابحبش غيرك بس كنت واهم نفسي بحُبها
لا تعلم ماذا تفعل من أجله فهي لا شيء بيدها تفعله فآدم أخبرها مُنذُ قليل أن مي ستتزوج غدًا لكن لا تُريد أخبره.!

هَكذا هو الحب عزيزى القارئ يؤلم بِشدة كما يفرح بِشدة... فإذا اختارت أن تُحب فَلتتحمل إلى النهاية..لكنك تعلم جيدًا أن الحب ليس أختيار بل هو قدر.!
مرت بضع دقائق عليهم حيثُ كان جاسر واضعًا رأسه فوق فخذها تعبث بشعره تقرأ له بعض الآيات القرآنية وتدعو له بالسعادة وراحة قلبه.. قطع هذا الجو صوت رنين هاتف جاسر التقطته ميرا من جانبها وجدته حمزة فعلمت بأنه سيخبره لا محال ابتلعت ريقها واعطته إياه.. قام جاسر بالإجابة عليه بعدما زفر بضيق فهو أراد إخباره بترك العمل معه من الغد!
تحدث حمزة بمرح: إيه ياعم ساعة علشان ترد عليا كنت مع مزة والا إيه
أردف جاسر بهدوء: كنت بصلي مسمعتش الموبايل
قال حمزة بإبتسامة: تقبل الله ياحبيبي، عمومًا مش هرخم عليك كنت بتصل بيك بعزمك علىٰ فرح مي بكره، عقبالك كده ونخلص منك بقي
وقف جاسر مصدومًا من حديثه كيف لها أن تتزوج من شخص آخر غيره! كيف لها تحطيم قلبه بهذه الطريقة!
لا يعلم ماذا يفعل سوى قائلًا بإبتسامة مُصطنعة: عقبالك أنت بقي علشان خلاص قطر الجواز هيفوتك ومش هتلاقي واحده تعبرك
ضحك حمزة بشدة ثم قال: لا ياعم انا هابور مش هاتجوز، يلا بقي سلام وآه متنساش تجيب ميرا معاك
أغلق معه ثم نظر لميرا بحزن شديد قائلًا: خلاص ياميرا كل حاجه ضاعت، حُبي ضاع، قلبي اتكسر، أنا تعبان أوي يارب طلعها من دماغي وقلبي بقي كفاية مش مستحمل
ربتت علىٰ كتفه تهدى من روعته وبكائه يزداد: كفاية ياجاسر علشان خاطري، أنا مش مستحملة اشوفك كده واللهِ بتعذب أكتر منك
عانقها بشدة يبكي كطفل صغير يرغب في مُعانقة والدته وهو يتضوع جوعًا..
تحدثت بحزم فهي أرادت جعله ينساها مهما كلفها الأمر: جاسر مش لازم تروح الفرح لو ده..
قاطعها بجدية وهو يمسح دموعه التي ملأت وجهه: لأ هاروح عايز اشوفها بالفستان الأبيض، عايز اقولها لية اختارتيه هو وسبتيني أنا!
أومأت له بحزن علىٰ هيئته ثم جذبته لمُعانقته مرةٍ أخرى حتىٰ يهدأ قليلًا..

****
جلست مُرتدية نظارتها الطبية امامها العديد من الكُتب وبجوارها هاتفها تستمع إلى أم كلثوم وهي تُغني بعشق جاف كلماتها مُعبرة بشدة عن الحب النابع من القلب، حب الشخص لحبيبته يكفي رؤية الحب بعينيها بدلًا من الهتاف وأخبره به، استندت علىٰ المقعد كي تسترح قليلًا مُغمضة جفونها تستمع إلى الموسيقىٰ الأكثر من رائعة وهي تُدندن معها غافلة عن العيون التى تحاوطها وكل حركة تفعلها تزداد ضربات قلبه، تقدم منها جالسًا بهدوء بدون فعل شيء لها جالسًا فقط..
بعد ثوانٍ فتحت عينيها ونظرت بجوارها بعدما سمعت صوتًا
شهقت عندما وجدته سيف ناظرًا اتجاهها بإبتسامة جذابة قائلًا بمرح: رايقة واللهِ
تحدثت بتلعثم من نظرته لها: لية هو في مُشكله يعني أو حاجه حصلت علشان تخليني مش رايقة!
أردف بمرح: لأ خالص بس عندنا فرح بكره، بصراحه مستغرب البنات كل يوم شوبينج وبتاع وأنا كل ما اشوفك الاقيكي قاعدة لوحدك وبتذاكرى، شكلك ناوية علىٰ امتياز المرة دي كمان
ضحكت ثم قالت بإبتسامة: مانت عارف عايزة اعدى واخلص علشان اسافر وبعدين مليش في حوار الشوبينج والكلام ده أنا بطلب اونلاين علىٰ طول
أردف بمزح وهو يغمز لها: ياواد ياجامد أنت، لأ بس ذوقك حلو في الموسيقىٰ
تحدثت بخجل: أنا بحب أم كلثوم جدًا ومن زمان كمان أنت بس إللى مكنتش واخد بالك
قال بغموض : واضح جدًا إن في حاجات كتير مش واخد بالي منها بس مش مُشكلة هعرفها بعدين، يلا بقي هسيبك تكملي مُذاكرة ياست الرايقة
تحدث بهذه الكلمات ثم غادر نظرت إليه بإستغراب لحديثه لكن لم تُبالى فجلست تستمع إلى الأغاني مرةٍ أخرى..

***
جَلست علىٰ الفراش مُتوترة مُرتدية فستان زفافها مُنتظرة عاصم لكن لم يأتِ بعد ظلت شاردة في حياتها الجديدة التي تنتظرها ماذا ستفعل مع عاصم هل ستحبه مثلما يُحبها أم ستوهم ذاتها علىٰ ذلك! شعرت بأنها ضائعة وسط صحراء لا تعرف لِمنَ تلجأ،صدح صوت طرقات الباب فأذنت للطارق بالدخول وجدته أبيها وعلامات القلق ظاهرة بادية علىٰ وجهه علمت أن عاصم لم يأتِ بعد...
تحدثت مي بتوتر: بابا هو فين عاصم اتأخر لية كدة
أردف زياد بقلق وهو يقترب منها: مش عارفه والله يامي بنتصل بيه موبايله مقفول
دلف إلي الداخل زين، حمزة، ندى وعلامات القلق والتوتر ظاهران علىٰ وجوههم..
تحدثت مي ببكاء: بابا أنا كده هاتفضح وسط صحابي، عاصم قالي أنه جاي الساعة ٧ والساعة دلوقتي بقيت ٨:٣٠ ولسه مجاش
أقتربت منها ندى تحتضنها ثم أردفت كي تهدأ من روعتها: اهدى ياحبيبتي دلوقتي يجي، كُل حاجه هاتتحل بس اهدى أنتِ
طرقت جورى الباب بعد ثوانٍ وهي تبكي علمت مي أنه حدث شيئًا ما لعاصم
أقتربت منها مي مردفة بتلعثم: مالك ياجورى بتعيطي لية، عاصم فين لية مجاش لحد دلوقتي
قالتجورى ببكاء: عاصم مش جاي يامي عاصم سافر أمريكا تاني
صدمة أعتلت وجههم لا تصدق ماذا حدث، لا عاصم لم يتركها هكذا، لا يفعل شيء في يوم كي يُهينها، لم تفعل شيء هذه المسكينة سوى الجلوس علىٰ أقرب مقعد إليها نعم تركها يوم زفافها... بعد وقتٍ من الصدمات فاق زياد
ثم أردف بعصبية: يعني إيه مش جاي هو لعب عيال والا إيه! تحت في زفت صحافة وإعلام والمسكينة دي هاتعمل إيه أنا كده هاتفضح وسطهم هنتصرف ازاي ونجيب الشخص إللي المفروض يكون عريسها دا منين مستحيل يكون سافر أمريكا مستحيل

"انا العريس ياعمي"
صدمة أعتلت وجه مي والجميع عندما تحدث آخر شخص تتوقعه هي.!

جحيم ابن عميWhere stories live. Discover now