الفصل التاسع و الثلاثون : حرب صامتة.

Start from the beginning
                                    

وضعت يدها عليه فصدمها عندما أبعدها عنه و رشقها بنظرات لم ترها من قبل ثم وجدته يحدق فيها بأنفاس متقطعة حتى غمغم :
- انتي اللي عملتي كده صح ... انتي اللي صورتي الفيديو.

عقدت حاجبيها بعدم فهم بينما اندهشت فريال و اصفر وجهها بخوف من أن يكون قاصدا لما خطر في بالها الآن أما هو فتابع بحدة :
- ولا انتي يا فريال هانم ... مين اللي استغفلني.

- عمار انا مش فاهمة انت بتقول ايه اهدا شويا و اتكلم بالراحة.
هتفت سعاد بعتاب فتقلصت شفتاه في ابتسامة ساخرة و تكلم دفعة واحدة دون مقدمات :
- من سنة ونص جيتي و قولتيلي ان ندى حكتلك انتي أمها ع اللي حصل بيننا و عاتبتيني عشان قربت منها و انا عشان حسيت بالذني اتجاهها و لأني كنت مش عارف افكر بسبب غياب مريم قررت اخطب ندى ... مش كده.
بس النهارده عرفت ان في فيديو كان متصور لينا احنا الاتنين و واحد من القصر هو اللي عمل كده ... مين هو.

اغضمت سعاد عينيها عند رؤية الإتهام ينضح منه إعتقادا بأنها هي من خططت ضده فطأطأت رأسها ولم تجبه ، غير أن عمار لم يكترث بمشاعرها لأول مرة وهو يردف :
- اما انتي او فريال هانم او حد من الخدم مفيش غيركم و مدام مش عايزين تردو عليا انا هسأل اللي شغالين هنا.

و حينما أدركت أن عمار فقد أعصابه حقا ولن يهتم اذا تداول الخدم الأمر على ألسنتهم و شاع في الخارج شهقت فريال و رددت سريعا :
- انا اللي عملت كده ... في اليوم اياه انا كنت رايحة لأوضة بنتي عشان اشوفها بس سمت صوتها وهي بتعيط في اوضتك ولما وصلت لقيتك ...

تحولت نبرتها الى الغضب و هاجمته :
- انت كنت مقرب منها وانا اضطريت اصوركم عشان محدش هيصدقني لو اتكلمت من غير دليل ... اضطريت اعمل كده عشان بنتي.

ضحك عمار عليها و ناظرها بإستحقار معلقا :
- عشان بنتك ؟ انتي لو ندى كانت بتهمك بجد مكنتيش هتستني تصوريني وانا مقرب منها لأ كنتي هتجي و تقلبي الدنيا ع دماغي و تفضحيني بس انتي عملتي ايه ... طمعك خلاكي تصوريني و تبعتي الفيديو ده لمراتي مش كده.

- ايه ؟
شهقت سعاد بذهول و فتحت عيناها بإتساع غير مصدقة لما تسمعه و طالعت فريال مهمهمة :
- انتي ... انتي كنتي عارفة انه متجوز ؟

زفرت الأخيرة و جزت أسنانها بغيظ لأنها فُضحت و تم اكتشاف ألاعيبها فإضطرت للإعتراف :
- لأ انا افتكرتها عشيقته و جبت رقمها من تلفونه لما نسيه في مرة وهو مفتوح ... مكنتش اعرف انها مراته و بعدين انت ازاي تجيلك الجرأة تطلعني الغلطانة على الاقل انا عملت كده علشان عارفة ندى متعلقة بيك و افتكرت البنت ديه واحدة رخيصة و قررت ابعدها عنك علشان بنتي بس انت عملت ايه ؟ كنت عامل نفسك مش مهتم بيها وبتقول عليها انها بنت عمك وصديقتك بس بعدين انت استغليت انجذابها ليك و قربت منها.

هز عمار رأسه ثم شد شعره غير مصدق لمدى نفاق هذه المرأة الخبيثة وكيف أنها تستغل كل شخص من أجل مصالحها حتى لو كانت طفلتها الضحية.
ثم رمقها بإشمئزاز و همس بقوة :
- مش انا اللي قربت ... انا كنت واخد دوا عشان انام و مكنتش في وعيي لما لقيتها قدامي افتكرتها مراتي فممنعتهاش لما باستني ... بنتك هي اللي قربت مني مش انا !

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now