13- خَالِيُّ البَالِ

Começar do início
                                    

وكانت خطة ذكية وماكرة وأيضا ناجحة،هو أراد بها التأكد فإذا كانت حقا تستمع للأفكار فسيبدو عليها الارتباك الآن.

لأنها بالطبع تعلم جيدا انه لا يوجد انسان فى العالم تأتي عليه أوقات بلا تفكير.

بالفعل كانت تقف أمامه لا تفهم ما يحدث، فهي لا تسمع شيئا قادما من أفكاره، حاولت جاهدة لكن الصمت يجيبها في كل محاولتها لاختراق تفكيره ،ليس وكأنه بإرادتها تستمع!
ولكن من منا يستطيع وقف تدفق أفكاره ولو لنصف دقيقة!!

بدا عليها الارتباك وعدم الفهم بالفعل كما آمل رون،  فهي حتي لا تعلم ما هي الحالة التي تقف أمامها، كيف يمكن لشخص ان يكون هكذا؟

أصبحت أفكارها متضاربة، ففضلت أن تقول أي شيء ولا تبقى صامتة فحِسُها للخطر أخبرها إنها في موضع يجب عليها الهرب منه فأردفت بلسان ثقيل متردد:
" ح..حقا ل..لم يكن عليك ذلك سيدي، أشكر لك بادرتك الطيبة، أعذرني علي الذهاب "

لكنه بادرها بابتسامة رضا رأتها هي ابتسامة مكر فخافت ،أما هو فما يتحقق منه قد تأكد عنده للتو.

عندما رأت تلك الابتسامه زاد ارتباكها وانطلقت مسرعة،  بعد أن شكرته بطريقة بتوتر بالغ وهربت تسعى فى أي اتجاه بعيد عنه.

كان تهرول في الشارع وتلتفت خلفها من وقت لآخر، لم تستطع أن تخرج تلك الابتسامة الخبيثة على وجهه من داخل مخيلتها.

ظلت أفكارها تتصارع وتتراقص طوال طريقها لغرفتها :

' أنا مش فاهمه حاجة، ازاي حد يبقى كدة؟'

' هو بصلي كدة ليه؟ ده كأنه كشفني!'

' إزاى مسمعتش أفكاره، يعني مهو بني آدم قُدامي لا طلع من حيطة ولا خرج من فانوس! إزاى يكون بالهدوء ده من جوا ومن برا؟'

' اووف مهو بس لو أفهم إزاى يعني مسمعتش حاجة؟! '

استقلت سيارة أجرة متجهه للفندق،ظلت تتنصت على افكار سائقها وكأنها تطمئن نفسها.

وصلت بهو الفندق فظلت تقف امام عامل الاستقبال دقيقة تتأكد من أفكاره وهو يناظرها بتوجس من نظرها المتمركزة على رأسه.

دخلت المصعد وظلت تلتفت لعامله بين حين وآخر، الذي ظن انها معجبة به واخذ يهندم فى ملابسه ،وقبل ان يقترب متحدثا ناظرته باشمئزاز والتفتت بعيدا، فظن أنها مختلة.

في ردهة الطابق المؤدي لغرفتها قابلت عاملة النظافة مارة بجوارها فظلت فريدة تناظرها بتركيز ،جعلت المرأة ترتعب بلاسبب.

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما Onde histórias criam vida. Descubra agora