لا بأس....

16 5 2
                                    

لا بأس أن شعرت بالحزن أن زارك الوجع واحتل قلبك ، أن أصابك كسرًا جعلك في داخلك تسكن.

لا بأس أن تحزن ، تبكي ، تشكي ، وتعترف بالجزءِ الضعيف منك ، وإن تكتشف عن ملامح وجه الإنسان الضعيف الذي يسكنك.
جميعنا خلقنا ضعفاء ، خلقنا بشر لا لسنا حجر لنكون ثابتين.
خلقنا بأرواح هشّه وبمشاعر تتغير وتتبدل من حينٍ إلى آخر ، لسنا ثابتين على قيد حالٍ واحدٍ.

قد تأتي علينا تلك اللحظة التي تجعل  أحلامنا عارية الآمال ، التي تجعل اليأس يدق باب آمالنا طامعًا أن يرانا ذابلين على أغصان الأمنيات ، جميعنا نفقد حلم عزيزٍ وقد نتخلي عن آخر من أجل حلمٍ جديدٍ ، جميعنا هزمنا عند موقفًا وإماما خيارّ كان يبدد من استقرارِ أنفسنا،.
لا يوجد قلب بشرٍ لم يتذوق الوجع ولم يدرك معني للهجروالعقد.
لا توجد روح لم تخدش وتهمش ، ولا يوجد من لم يتعثر ويسقط دون أن يدرك كل سقوطٍ يحدث له.

لا بأس أن بكينا ، أن اعترافنا لأنفسنا بأننا قد خسرنا بعد أن بقينا لسنواتٍ طوالٍ على أرصفه الانتظار في انتظارِ أن تزهر عليها حقول الأمنيات ، كم هم الذين تمسكنا بهم وظننا بأنهم السند ولكن خاب ظننا فيهم حين خيّم علينا ذلك اليوم الممطر بالصعاب ، حين اشتد الغروب علينا ولم نجد لبصيصِ نورهم مكان.
لا بأس أن غدر بنا وإن هزمنا أمام تحقيقِ الكثير من الأشياء التي لطالما نحتنا لها الصبر على جدرانِ القلب ، حتي يظل في داخلنا أملا ينبض من أجلِ اللقاء.
لا بأس  فنحن لا زلنا نستطيع أن نكمل العمر ، إن ندفن كل هزائمنا ونحن في شعورِ الانتصار، نستطيع أن نعيد بعث كل جميلٍ مات فينا ، أن نكون لنا سندًا دون من يعطينا شعور الثبات، نستطيع أن نحمل حزننا، نواسي أنفسنا بعيدًا عن قلوبِ الآخرين.
نستطيع أن نكون مثلما يومًا حلمنا ، نعيد الفرح كلما وجدنا الحزن يسري على بر سعادتنا ، نواصل ونلمم كل عثراتنا ونبقي في اتصالٍ مع ذواتنا.
لا بأس فلسنا وحدنا من نعاني.......
فلا حياة لمن لم يقاسي عناء العيش، لمن لا يحارب في أرضِ حلمه.
لا يزال سيف النضالِ في داخلنا يصقله اشتعال إصرارنا.
نستطيع ما دام نبض الحياةِ يمتزج بنبضِ قلوبنا.
                     
                           ***

رسائل من حرير ..❤️Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz