هُيامٌ مُحرَّم||هيونلكس

16

رجِعَ جونقان إلى القصرِ ودخلَ هوَ بهُدوءٍ تام

لمْ يُخبِرْ أيَّاً من والِديهِ بعودتِهِ هذهِ المرَّة، على عكسِ عادَتِهِ

لمْ يكُن بشوشَ الوجهِ معَ الخدَمِ والحُرَّاس اليوم، بلْ كانَ فارِغَ التَّعابير تماماً

وكأنَّ شيئاً ما قدْ سرقَ منهُ ضحكتُهُ

توجَّهَ بعدَها مُباشرَةً إلى حُجرتِهِ الكبيرة، وقرَّرَ أخذَ حمَّامٍ دافئ

بقيَ هو في الدَّاخِل قُرابَة السَّاعة والنِّصف، فقَط يُحدِّقُ في الحائِطِ بينما يشعُرُ بالماء يحيطُ بجسدِهِ

صُدِمَت والِدَتُهُ عندما علِمَت من بعضِ الخدَم بوصولِ أميرِها الصَّغير

فهذا كغيرِ عادَةِ جونقان تماماً

صعدَت هي بعدَ هذا إلى حُجرتِهِ، طرقَت الباب..وعندما لمْ يأتِها ردّ، قامَت بفتحِ البابِ والدُّخول فالجلوسِ على أريكتِهِ الواسِعة البيضاء

بقيَت هي تنتظِرُهُ في الغُرفَة، فكانَ بإمكانِها سماعَ صوتِ الماء القادِمِ من دورَةِ المياه

خرجَ جونقان بعدَها..ولمْ يبدو بأي حالٍ جيِّدَة

فبدا أسوأ من حالتِهِ عندما وصَل

عيناهُ لا تزالُ مُحمرَّةً للغايَة، وجنتيهِ وأنفَه الورديّ، وجههُ عديمُ التَّعابير..حركتُهُ البطيئَة وبرودَ تصرُّفاتِهِ، لمْ يكُن أيُّ شيءٍ فيه في طبيعتِهِ المُعتادة

استقامَت والِدَتُهُ وتوجَّهت نحوَهُ فوراً، قامَت بالامساكِ بخدِّهِ لتقول: "جونقان، هل أنتَ بخيرٍ عزيزي؟"

نظرَ جونقان لوالِدتِهِ وتصنَّع الابتسامَة ثُمَّ أنزلَ رأسَهُ وأومَأ بهدوء

قالَت هي بهدوءٍ غيرَ مُدرِكَةٍ أنَّ سُؤالَها سيجعلُ جونقان ينفجِر: "هل هيونجين بخيرٍ؟ هل حدثَ لهُ أمرٌ سيء؟"

تركَ جونقان فوراً ما بيدِهِ ونظرَ إلى والدَتِهِ لتتجمَّعَ دُموعُهُ بسرعة

غطَّى هو وجهَهُ بينما يبكي لتقترِبَ منهُ أُمُّهُ وتمسحَ على كتفِهِ لتهمِس: "لا بأس.. سيكونُ هو بخير، وسيعودُ بشكلٍ أفضل"

أبعدَ جونقان يديهِ ونطقَ بصوتٍ باكٍ: "هو لنْ يعود، لقدْ انفصلنا حسناً؟ أرجوكِ لا تُخبري والدي بعشوائيَّة، أنا من أخطَأت وهو قامَ بتركي، هو لا يُحبُّني الآن..لأنَّني لمْ أُسعِدُهُ"