ʙʟᴀᴄᴋsᴍɪᴛʜ

763 42 27
                                    




مخفية بين الجبال ، تقع مملكة جميلة في أقصى الشمال . عرف سكانها بالجود و الكرم ، و اتصف حكامها بالعدل و الاستقامة .

كان لديها أمير صغير ، مدلل جدا ، و سليط اللسان بعض الشيئ ، لكنه طيب القلب ، و يحب سكان مملكته ، رغم أنه يتشاجر كثيرا مع الشبان منهم ممن في مثل سنه ، و يحب منافستهم و يستمتع بهزيمتهم .

الأمير سونغمين ، أصغر أشقائه الأربعة ، و الذي يدلله الجميع ، و يرفضون فكرة أنه قد كبر على تلك المعاملة اللطيفة المبالغ بها . لكن هو لا يشتكي ، بل إنه يغضب و يثير جلبة إن لم تتم معاملته مثلما اعتاد .

و كما أسلفنا الذكر ، سونغمين كان فائزا ، متعدد المواهب ، مثل المبارزة ، ركوب الخيل و كذا الرماية ، كما أنه حاد الذكاء و ماكر . بالإضافة إلى الهوايات الجانبية التي يمارسها وقت فراغه مثل صنع الأواني الفخارية أو الحُلي عند إحدى الورشات في السوق .

لكن هناك شيئ واحد ، واحد فقط يعد سونغمين نفسه فاشلا فيه ، و هو قد تقبل ذلك بصدر ثقيل و حزن عميق . هو فاشل في الحب ، و العلاقات .

كونه الأمير ، هو ظن أن الجميع يحبه ، خاصة أنه ودود و سريع الإندماج في محيطه .
لقد كان معجبا بأحدهم ، دائما يحدق به من بعيد ، بعيون حالمة و عاشقة . الحداد صاحب الشعر الغرابي الطويل .

سونغمين كان يعشق رؤيته و هو يعمل . بالأحرى يتجسس عليه لأن ورشة صناعة الفخار مقابلة تماما لورشته ، لذلك هو سيجلس خلف الجدار الخشبي ، و يبقى يحدق به كيف يعمل .

هو مغرم بجسده الطويل ، و تلك الذراع التي تحمل المطرقة كي تضرب الحديد و تجعله يلين . ذلك العرق الذي ينزلق من جبينه و ينزلق على رقبته . رغم أن صوت ضرب الحديد مزعج للكثير ، لكن بسبب الحداد أصبح سونغمين يعشق ذلك الصوت ، كما لو كان موسيقى تستمتع بها روحه .

المشكلة ، أنه و في يوم ما ، سونغمين استجمع كل ما في جسده من ذرة شجاعة ، و قرر ان يذهب للحداد و يعترف له . كان سعيدا ، بل لم يكن بتلك السعادة في حياته قط .
الكل لاحظ حماسه ، و فرحته المفرطة .

مشى بخطوات خجلة نحو الحداد الذي كان منشغلا بإذابة الحديد ، و لم يلحظ إقترابه مع حراسه ، إلا بعد أن همس بـ " عذرا " صغيرة ، جعلت ينظر .

هو تعجب ، لماذا حضي بشرف زيارة الأمير لورشته ؟! و لماذا يوجد الكثير من الحراس ؟ حسب علمه هو لم يفعل أي شيئ يستحق إدخاله للسجن ، أليس كذلك ؟!

انحنى له بخفة ، ثم أعاد نظره إليه ، و يرى كيف اصبح أميرهم أحمر عند التقاء اعينهما .
" تشرفت بزيارتك أميري ، كيف يمكنني خدمتك ؟! " سأل بهدوء ، يرى كيف يتصرف الأمير بشكل غريب .

S̶e̶u̶n̶g̶j̶i̶n̶ pt1Where stories live. Discover now