الفصل الحادي و العشرون : مظهر جديد

ابدأ من البداية
                                    

يحدق في الوثيقة الموضوعة أمامه شارد الذهن ، الأسماء المعروفة المدرجة في القائمة جعلته في حيرة من أمره
" هل طلبت حضوري؟ "
يرفع رأسه و ينظر إلى الشخص الذي يدلف إلى الداخل 
" كيران .." يشير إلى الكرسي على يساره
" تعال، اجلس "
بعد أن جلس كيران على الكرسي علا صوت طرق خفيف على الباب
" أخي! " يدخل شينايير بحماس و يتخطى عتبة الباب ثم يتوقف فجأة " اوه! ک-كيران أيضا ؟! "
تجعدت جبهته
" ه‍-هل فعلت شيئا خاطئا ؟! "
نفى ديميتريوس برأسه ثم أشار إليه و قال
" اجلس "
تقدم شينايير و جلس على الكرسي هو الآخر
" طلبتكما لأنني أريد المشورة "
مرر ديميتريوس الوثيقة إلى كيران و قال :
" المرشحات لمنصب الامبراطورة المستقبلية، جميعهن من اختيار صاحبة الجلالة "
ينظر كيران إلى الاسماء المدرجة في القائمة ثم رفع رأسه و فصل شفتيه
" إن كانت لويز هي الهدف من كل هذا، اعتقد أن عليك أن تختار أكثر مرشح لا تطيقه "
أومأ شينايير برأسه و قال مؤيداً :
" أوافق كيران الرأي "
كتف ديميتريوس ذراعيه فوق المكتب و سأل :
" من تقترح؟ "
يتتبع شينايير و ديميتريوس تحرك اصبع كيران إلى أن توقف فجأة  رفعا رأسيهما في الآن ذاته و حدقا معا في كيران بعيون متسعة
" هذا سيفي بالغرض حتما "
" حقا! " صرخ شينايير ثم نظف حلقه و سأل بنبرة أكثر استقرارا
" ماذا عن الرجل الآخر؟ "
فكر ديميتريوس و نظره ثابت على الاسم المقترح للحظات ثم فصل شفتيه و قال دون رفع ناظريه
" تريدني أن أحصل على امرأة رجل آخر؟! "
تنهد كيران ثم تراجع إلى أن لامس ضهره الكرسي
" انت الامبراطور، كما أن الرجل الآخر لا يخطط للخوض في علاقة جدية " لف كيران الساق حول الأخرى و أضاف :
" أراهن أنه لن يعترض على ذلك حتى "
" لكن لديها حتما رأي آخر  "
اعترض ديميتريوس فتنهد كيران و قال :
" كيف تريدني أن أرد على هذا ؟ "
لم يرد ديميتريوس فواصل كيران قائلا :
" انت تدرك جيداً قدر المسؤولية التي على عاتقك أليس كذلك؟ توقف عن التفكير في نفسك فقط "
" في الواقع أنا أعلم ، أعلم ذلك جيدًا لكن ليس بتلك الطريقة القاسية و الجافة التي تتحدث بها "
" لنفترض أن لويز لا تريدك فعلاً، هل ستفكر في مشاعر الآخرين؟"
" و تريدني أن أقحم امرأة لا احبها في ذلك و اجعلها تتجرع مرارة ذلك الشعور "
" ديميتري أنت الامبراطور!  لديك مسؤوليات أهمها الحصول على وريث ، مع امرأة تحبها أو لا! "
تدحرجت حدقتاه ، ينظر شينايير بقلق إلى كيران و ديميتريوس و هما يرشقان   بعضهما البعض  بردود متتابعة بعناد
في لحظة ما تنهد ديميتريوس و اشاح ديميتريوس بوجهه ما جعل كيران يشعر بأنه يتم تجاهله ، استنشق  بحدة ثم اسقط قبضته على المكتب و صرخ :
" ماذا ستفعل عندما تدرك بأن لويز لا تكن لك أي مشاعر؟! "
جفل " هي ليست- "
" أجبني! " صاح في تشنج ثم زفر نفسه و قام برفع شعره المتساقط أمام ناظريه  نحو الخلف بعصبية 
" ما الذي تريده ؟! هل تريد أن تصبح مجنونا مثلي ؟! يركض كالحيوان خلف شخص لا يريده! "
مسح وجهه بخشونة محاولا احتواء غضبه ثم تحدث بنبرة أقل حدة
" اعتقدت أنك رأيت و شهدت على ما آلت إليه الأمور عندما تصرفتُ بعناد، بعد كل شيء ، كنت الخاسر الوحيد، خسرت كل شيء .."
استقام كيران واقفا ثم تراجع خطوة نحو الخلف ثم بسط ذراعيه  قال بمرارة :
" أنظر إلي ، هل تريد أن تصبح مثلي ؟! فارغ و عاجز عن التعافي"
نظر ديميتريوس و شينايير إلى كيران معا ، تعبير وجهه المنقبض عبر عن مدى فظاعة الشعور الذي تركه ذلك الألم في تلك العينين ، كما أدركا كم هو مضنٍ ذلك الشعور ، خفض الاثنان انظارهما
" استمع .. "
اقترب كيران من ديميتريوس و انحنى " انظر إلي.. " طلب كيران ثم اتبع :
" انا لا أحاول أن أكون فظا أو متسلطا .. "
امسك بمقبضي الكرسي ثم نظر في عيني ديميتريوس مباشرة و قال
" كنت في نفس الركْب واعتقدت مثلك أنه في النهاية  سأجد السعادة  ولكن كل ما وجدته هو  السواد ، سواد لعين سيظل ملتصقا بك إلى أن يفتك بك "
نظرة الألم المرير في العينين الزرقاوين وهو يقول
" لا يهمني ما سيكون حكمك عني الآن، إن كنت ستكرهني ، افعل ذلك لكن ديميتريوس تذكر .."
اظلم وجهه و تحولت تلك النظرة المراعية إلى نظرة أكثر جدية و حزم، يضيف مؤكداً على كل كلمة  :
" أنا أفضل الموت على رؤيتك ترتكب نفس خطأي! "

شمس أوستنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن