الجزء الثالث والثلاثون

Start from the beginning
                                    

لحظات معدودة .. وخرجت الجادل من قوقعتها .. والسبب ضحكاتهم الإثنين العالية .. كانت مستنكرة تآلف عبدالعزيز معه بهالسرعة .. وقفت على أعتاب الباب وناظرتهم وهي لافه يدينها حول بعض .. ورغم إنه نهايات صيف .. إلا إن الليلة بها لفحات برد عاتِية .. إلتفتو لها الإثنين بنفس الوقت .. وإنكمشت على نفسها بحياء غريب عليها
تنحنت وهي مجبورة تتقدم وتجلس معهم .. ووقفت بحيرة وهي تشوف السعة جنب كل شخص .. وين تجلس ؟
على طول ناظرت لعبدالعزيز اللي رفع طرف الفروة بمعنى تعالي جنبي .. وهي أنحرجت وماقدرت إلا تتقدم وتجلس جنبه .. مع ذلك كان بينهم فراغ ومكان يسع لشخص ثالث وهالشيء مو عاجب عبدالعزيز أبد .. مع ذلك ما حب يوضحه
الليّث كان يتأمل الجادل ومو تارك فرصة تهرب من قدام عيونه .. كأنه يشبع عيونه بوجهها بعد العناء بدونه .. ومن حس بنظرات عبدالعزيز المستغربة حتى تنحنح وفز وهو يصب الشاي بالفناجين ويمدها لهم : عاد الشايّ حبيبنا .. هاللون (الحين) تغدون(تصيرون) تحبونه بعد
أخذه عبدالعزيز وهو يشرب وأبتسم وهو يقول : كفو .. هالشاهي اللي يمخمخ صدق
ضحك بفرحة وهو يناظر للجادل الصامتة .. واللي فكرها بعيد .. مع ذلك كان مستغل وجودها .. صار يسولف عن الفيّ والضيّ وكل شيء يجي بباله ..
ومن بين سوالفه قاطعها وهو يشهق بخوف ويأشر ورى الجادل : فيه شين وراك راعي شوفي ضبع والا ذيب
خافت وتقدمت بسرعة وهي تمسك ذراع عبد العزيز وهي تشد عليه .. ورأسها قربته من صدره وهي تغمض عيونها .. وما فتحتها إلا على ضحكة عبدالعزيز اللي أربكتها وعلمتها إنها فعلاً فاهية ... وضحكة الليّث اللي رجع يجلس ويقول : شفتس بعيدة كثير عن زوجتس وقلت اقرب المسافه لأنه مو مرتاح و متضايق

ناظرته بطرف عينها وكانت بتقوم بس يدين عبدالعزيز شدّت عليها ولا تركت لها مجال تتحرك .. إكتست حُمرة وحياء وهي تشتت نظراتها وعبد العزيز قال : والله إنك كفو .. تخبرها شوي وتمر من ببينا سيارة من كبر الفراغ
أبتسم الليّث بهدوء وهو ملاحظ تصرفات الجادل مع ذلك ماعلق وقال : شبّة النار وشاهِي ووجيه تسامرها قبل تسامرك .. ينقصّها شيء ولا!
عقد حواجبه عبد العزيز والليّث أبتسم : تخبرون السوالف والا شعر وقصيد اللي تحبون اهم شي تحكون ماهو بس انا احكي
أبتسمت الجادل وعدلت جلستها بلا وعي وقالت بمرح : عزيز يحكي قصِيد .. تنهبل من قوته
طارت عيون الليّث بفرحة وكان بيقوم ويحضنها على حماسها لولا إنه مسك نفسه .. شاركها الحماس وقال : هاللون نبي قصيدة يابن راجح .. ولا تكسر بخاطري وخِيتي !
هالكلمة ممكن تكون عابرة عند الكل .. إلا هي .. كانت مستعدة تبيع كل مالها لأجل تسمعها .. والحِين وهي تسمعها تتردد بمسامعها دُون ما تحرك إصبع مابقى بها عرق مافرح
عدّل جلسته بإبتسامة .. وأصلاً هذا جوه وهذِي جلسته .. وإن كانت الفروة والقمر وبنت عناد حاضره فما ناقص فعلاً إلا قصيدة !
وهو شخص ما يجهل بحركات العِتاب .. ولا بنظرات الضيق ولا بالجفى والصد .. لذلك كان الوضع من صالحه .. عدّل جلسته وقال بصوت خافِت .. ومثل ما ينقال القصِيدة " من القلب .. للقلب "
كانت فعلاً من بين عروق قلب عزيز .. لثنايا قلب الحمامة .. وصابّت !
بيدينه فنجال الشاهيّ ويناظره بلا وُجهة .. وبيدينه الثانِية على كتوفها ولكِن ليه يحسّ إنها بالهواء .. قال بصوت هادِي ولعلّها تريّحه وتستريح من هالعناء : الجادل الّلي يمرّ القلب شارعها ... بين الحنايا تعدّي ماتطالعني
تقفي مع الدم بعروقي وأتابعها ... وأحسّ كنَها على نفسي توزّعني
قامت تبعثر غلا وإن جيت أجمّعها ... أضمّها وآتشتّت لين تجمعني
بين الحنايا تثنّى في مرابعها ... كنَها تقول آتحدّى من يطلّعني
دام الحشى بيتها وآنا مدلّعها ... وش دخّل القلب يزعل يوم توجعني ؟

من قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة Where stories live. Discover now