الفصل الثامن

12K 218 45
                                    

*
*
- { نسيم }
لابسه ثوب هادي بلون الزهر ، ولابسه عليه مريّلة تغطيه وتحميه من التراب ، ولامه خصل شعرها الامامية لورى بشال بنفسجي ، جالسه بين ورد بيتهم ، بوسط ويحفها من كل مكان وبيدها مجرفة صغيره ، وعلبة صغيرة ، داخلها
نوع ورد جديد ، كانت متكفلة بحديقة هالورد اللي ببيتهم ، مثل ما عز متكفل بمرزرعة جدِيلة
كل واحد متكفل بالشيء اللي يحبه ، مسكت العلبة بكفينها اللي لابسه عليها القفاز الاسود الكبير
وأخذت بيدها الثانية المجرفة وهي تشيل الوردة
رمت العلبة قريب منها وأنحنت وهي تزرعها بمكانها اللي فرغت التراب منه ، سحبت إبريق الموية وهي ترش على الورد ، ثم أبتسمت بفرحة وهي تترك الإبريق على جنب وتناظر للوردة : هلا بك ببيتك الجديد ياوردتي ..

{ جسّار وأخوه }
هالمرة أخذ جسّار بيده ومشى معه لين وقف جنب بيت الشيخ راجح
سحب جسّار يده وهو يقول : طالبك ياخوي ، خلنا نرجع ، أنا والله تعبت من كسر القلب من كلام أهل الديرة ، ولا من درى الشيخ إنك تخطب بنته لي قدام الخسوف كلها راح يمسح بنا ارض الديرة
ابتسم وقال : إزهلها ، بما إن الخبر أنتشر راح يعرف الشيخ إنك جاد في كلامك وصامل ، وهالشيء ماهو ضدك قد ماهو في صالحك ، هذا إذا أنعرف وش سوينا ، الجبّار مبتلشين برجعه ولدهم وقبلها بموته ، ووقتنا الحين صحيح يا جسّار ، لو تبيها اقرب وادخل لأنك ان ما دخلت باللحظة ذي راح تتحسر عليها طول عمرك
ناظره بتردد ثم تذكر ، أسلوبها ، قوتها ، صوتها نظراتها الحادة اللي لفتته ، شِعرها اللي تمنى محد يقراه غيره ، كان يتمنى يرتبط بشخص بهالقوة ، يرتبط بكاتبة وشاعرة لا طاحت بغرامه تكتب قصيدة بعيونه ، أبعد التردد من بين عيونه وناظر لأخوه بجدية وقال : أعزمها وتوكل ، ما ابيها تروح لغيري
أبتسم : زين يالله
دخلو من بوابة البيت الكبيرة ، اللي تجمع ال جبار كلهم ، وهالمرة ما توجهو للمجلس اللي يجمع اهل الديرة ، لا ، خصو بيت راجح بالذات لأن الموضوع كبير
لأن مطلبهم قوي ويبي له قلب قوي لأجل يقبلون به ، دلهم هادي على المجلس اللي ينتظرهم فيه الشيخ ، وطلب منهم الاستعجال لان اهل البيت ماكان يدرون بوجوده ألتفت جسّار بعيونه حوالين البيت بإعجاب مهيب ، تفاصيل البيت ماكان فيه إثنين يختلفون على هيبّتها ، وكأنها مأخذها من هيبه سكانها !
ناظر جسار بضيق وهو يقول : تراجعت ، تكفى من اللي بيقبل فيني أنا الراعـي ؟ راح تترك هالثراء وتلتجىء لي ؟ احلامي كبيره وماراح ‏يقص روسها ‏الا سيوف .. الواقع المأساوي ، خلنا نرجع خطوة لورى قبل تنحرني بالرفض
أخوه مشى للمجلس وهو يشدد على كلامه : الحقني وانت ساكت !
تنهد بضيق وهو ينزل عيونه للأرض ، ومن رفع عيونه وألتفت حوالينه بحيرة وتردد ، ومن أستقرت عيونه على اللي حاطه يدها على خصرها وبيدها الثانية تبعد خصلات شعرها اللي تمردت وطلعت من الشال ، بلع ريقه وأخذ نفس وزفره بسرعه
ومن ألتفت وناظرت له عقدت حواجبها ، وناظرت له بنظراتها المعتادة ، وهنا قطع الشك باليقين وعرف إنها هي ، وماهـي غيرها اللي خذت عقله !
ألتقت عيونها بعيونه وعرفته على طول ! الراعيّ صاحب بيتين الشعر ، ناظرته وعقدت حواجبها بحيرة من وجوده هنا ، ببيتهم ، ماهو بمجلس الديرة !
أستوعبت على نفسها وعلى حضوره لهالمكان دون ما تدري وبالتالي كشفها لوجهها وشعرها قدامه
شهقت وهي تنحني بسرعه وتتخبي بين الورد
وهو من اختفت عن ناظره بين الورد ابتسم بضحكة ونزل عيونه للأرض ، والخطـوة اللي كان بيتراجعها ، مشى بدالها عشرات الخطوات ! لأنه أيـقن باللحظة هذي إنها تستاهل اللي يصير له جسّار إسم على مسمى ! تستاهل اللي يترك جُبنه وأصله على جنب ويجيّها حامل بين كفيه قلبه ، دخل للمجلس والتردد اللي كان قبل لحظات صار بداله ثبات خُطى وخطوات
جلس جنب أخوه ويناظر لفهيد اللي عاقد حواجبه والواضح معصب وقابض على يدينه بشده وسعود جنبه ومكتف يدينه بلا مبالاه بينما عز على الجهة المقابلة لراجح وبيده الفنجان يحركه بهدوء، راجح جمعهم لأجل طلب أخو جسّار
ولا حب يكسر بخاطره وينقص من مقداره لذلك طلب حضورهم ، رفع راجح عيونه تِجاه أخو جسار وقال : اسلم
قال وهو يحط فنجانه على الأرض : المقصد سلامتك طال عمرك ، أكيد إنك دريت يوم حنا قصدنا بيتك ، إن جيّتنا فيها من الخصوصية كثير
دون أهل الديرة
قبل ما يتكلم راجح قال فهيد بحدة ، وهو اللي سمع الكلام اللي انقال بسوق الديرة ، ولكن ما رده عن ذبح جسار واخوه سوى ظنه إنه بيصير الشيخ ويعلمهم شلون المرجلة ! لذلك سكت عنهم هالفترة لحد ما يتولى الحكم ، ولكن بما انه الحين ما له لا ناقة ولا جمل بالشّيخه : والله انك ردي ، ومطلبك من الحين قبل نسمعه مرفوض ، ولا اللي يتكلم بعرض بنات خلق الله ينسمع له طلب وقبل ما تشره علينا احمد ربك اني خليتك تدخل لين نص بيتنا سالم ، والا لو علي ما دخلت الا وانت مكسر تكسير
عصب راجح ونزل الفنجان على الارض بعصبيه الين تهشّم من قوه ضربته ، رفع عيونه لفهيد وقال : الزم حدك بمجلسي يا فهيد ، ما يعلى صوت على صوتي هنا
قمط فهيد من حدة الصوت ، وتضايق ان ابوه فشله بالطريقة هذي لذلك قال مبرر لفعلته : يبه هالنكرة الراعي يركب حماره ويمشي بوسط سوق الديرة ، يصرخ باعلى صوته انه يبي يتزوج بنت الشيخ ترضاها على بنتك ؟

من قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة Where stories live. Discover now