الفصل الثامن : ليلى تكلمَت.

ابدأ من البداية
                                    

كتموا الفتيان صوت ضحِكاتِهم لأنهُم يعلمون جيداً أن شادية تكذُب.

كانت ماجدة على وشك تعليمِها الأدب ، لـ يأتى زوجِها مِن الأعلى وهو يُهذِب شاربيه ونطق مُتسائِلاً بينما عينيه تحوم علي وجوههُم.

"متجمعين عند النبي إن شاء اللَّه  .. خير يا حجة ماجدة! البِت شادية ضايقِتك فيحاجة؟ عشان أكسرلِك عضمها".

حبست شادية أنفاسِها خوفاً مِن أن توقِعها ماجدة في شر أعمالِها ، تنهدت ماجدة بقِلة حيلة وأجابته.

"أبداً يا أخويا هي شادية دي بنِسمعلها صوت ، دي نِسمة العمارة".

ثُم وجهت عينيها نحو شادية وأكملت غامِزةً لها.

"متِنسيش اللي قولتُهولك يا حبيبتي ، السلام عليكُم".

رحلت ماجدة عائِدة إلى شِقتِها ، ورحيم ذهب إلى عملِة ، بينما بدر قرر الصعود إلى شِقتِه لـ يقوم بـ إيقاذ إخوتِه ويوصِلهُم إلى مدرستِهِم.

بقي نوح و ورد ، فـ أخذ صابر زوجته ورحلا .

كانت ورد تستعِد لـ يومِها الجامعي ، فـ إقترح نوح عليها بطريقة مُهذبة.

"إيه رأيك أوصلك؟ بدال ما تروحي لوحدِك!".

نظرت ورد إلى الأرض وهي تُقسِم أنه قد جُن ، لـ جُرأتِه على طلب شئً كهذا مِنها ، وهو يعلم جيداً أنها لا تقرُبه بـ أي صِلة.

ومِن ناحيته قام بـ التفكير في هذا الإقتراح خوفً عليها مِن مُطارِدها ، الذي يود أن يراه مُجدداً ويُلقِنه درساً لن ينساه طوال حياتِه.

أتاه رفضِها القاطِع وهي تأخُذ كتُبِها مِن فوق الطاولة ، وأغلقت الباب بعدما ودعت والدتِها مُردِفة له.

"لا يا نوح ولو سمحت ركِز فـ اللي يخُصك وبس!".

تركته وهبطت بينما ظل هو لـ ثواني يُفكِر في المغذى وراء جُملتِها الأخيرة ، ما الذي يخُصه بـ الضبط؟!.

أقسم أنه لن يترُكها وحدها حتى ولو راقبها مِن بعيد ، ثُم ذهب خلفها دون تردُد.

بارانويا | «جُنون الإرتياب» (قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن