عِندَما قَبلني بِلطف على طَرَف شَفتي، بَعثَرني..
تَأرجَح قلبي بِداخلي بَينما هوَ وَقف ساكِناً غَير مُدرِكاً ما فَعلَ بِي، لَقد حَلقَت بَعيداً عَن مَدينَتي التي شَبعت المَوت.

كَلامَه اللطيف لي يَجعلَه اقرَب الي.
الاسلوب هوَ دائِماً ما يَجعلنا نُكمِل الحَديث مَع احَدُهُم او نَتجَنبَه تماماً، وَ هوَ لَديه اسلوب يَجعلني ارغَب بالتَحدُث اليه رُغمَ انني امقِت الكلام.

احتَاج الى شَيئ يَشبَهه، وَ لِأنَه جاءَ في الوَقت الذي كُنت ابحَث بِه عَن مُنقذ لي وَ القَليل من الامل بِمقدار ذرة،  تَعلقت بِه اكثَر مِما يَنبَغي علي ان افعَل، تَعلُق اعمى مِثل ثِقَتي بِه

لا اعلَم عَنهُ الكَثير وَ لقد تَعرفت عليه مُنذ فترة ليَست بِطَويلة، لَكنه يستَمر بِارسال شُعور لي ان اثَق بِه وَ انهُ لَن و لَم يؤذيني مَهما فَعلت

لَم اكُن شَخصاً يَحتاج الى نَصائِح ولا لِشَخص يُخبرني ان اتقَبَل واقعي ولا اجابات مَنطقية، بَل انا فاقِداً لِمواساة تَجعلني اشعُر انَنَي بِخير ليَطمئِن قَلبي.

وَحدي اتَمَرغ في حُزني ثُمَ انهَض. لِما؟
وَحدي اقَع وَ اُمسِك بِنَفسي ثُمَ انهَض. لِما كُل هَذا؟ الا اشفِق على رَوحي قَليلاً، الا يَكفي انها تُريد انتزاعَ نَفسها مني؟

" بُني .. "

كَسر تَعمقي في افكاري صَوت السَيدة سيو، رَفعت نَظري اليها وَ رَددت بِهمهمة بسيطة.

" أنا اُنادي عَليك للمَرة الخامِسة "

قالَت بِنَبرة مُحبَطة وَ على وَجهها ملامِح حَزينة، يَبدو انني تَعمقت بِافكاري لِدرجة انني لَم اشعِر بِوقوفها هُناك حَتّى، بالطَبع سَتكون مُحبطة فأنا اُحَدق بالورقة مُنذ ساعات كالابلَه.

تَنهدت بِثقل وَ تركت القلَم مِن يدي مُعتَذِراً:
" اسِف، لَقد شَردت لِوَهلة "

اقْتَرَبت نَحوي وَ وَضعت لي بَعض الوَجبات الخَفيفة عَلى الطاوِلة: " لِوَهلة؟ انتَ تَجلس على وَضعيتَك هذه مُنذ ساعة بالفِعِل "

هَل اندَهشت؟ لا.

بِحَقك فيلكس لِما تُحاصِر افكاري هَكذا؟ انا لا اعلَم حتّى ان كانَ مُعجَب بي او يُفَكِر بي بالطَريقة التي افعَلها، تارة اشعُر انهُ مُنجَذِب لي وَ تارة يُريني كَم هوَ يَبغضني.

" هَذا ليسَ طَبيعياً! "

شَردت مُجَدداً وَ أيقظني انفِعالُها. قَلبت عيناي بِقلة حيلة، السَيدة سيو لَطيفة اغلَب الاحيان لَكِن لَديها جانِب آخر وَ هوَ جانِب العَجوز الثرثار-

Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ Where stories live. Discover now