مِثلَ مَظهرَه، مَن يَقتَرِب مِنهُ يَعتَقد انهُ اكثَر الاشخاص ضَجيجاً، صاخِب وَ طُفولي، لَكِن يَحمِل بِداخِلَه هُدوءاً ضارِياً، مَن يَنظُر الى عَيناه يراها مُشّعة وَ كَأنهُ اتى على هَيئة نَجِمة

لا يَبدو كَشخصاً سَهل المَنال، أعني ليسَ مَغروراً لَكِن مِن الصَعب التَعَمُق بِه، فهوَ يَكتِم سِرَّه جَيداً ذَلك يَجعلُهُ غامِضاً، نَوعاً ما، انَهُ يُجبِر المَرء على ان يُريد التَعمق بِه دونَ اي عِناء منه

يَبدو انهُ يُحب الحياة او بالأحرى يُحِب خَلق الحياة في كل شَيئ، رِقتَه لا توصَف ولكنها أيضَاً لا تُضعفَه بل تزيدهُ قـوة ، يَجمَع بين الحَنان والعِناد بشكلٍ لا يجعلهما يتناقضان البتة.

لا اكذِب وَ أقول أنَنَي لَم انجَذِب اليه، مُنذ ذَلِكَ اليَوم عِندما انقَذني مِن فتاة اهلَكت نَفسي لِسنوات لِاجلها، وَ وَثقت بِها، اعطيتَها كُل ما املَك و احبَبَتها بِصدق، سَنوات كانَت عَبثاً

اثبَت لي انَ شَهراً واحِداً مَعرِفة كافياً، رُغمَ انني كُنت صارِماً مَعه الى انهُ سارَع في انقاذي دونَ تَفكير دونَ تَردد، هوَ حَتى لَم يُفكِر بِنَفسه بَل اتى بِقَدَميه وَ واجَهني، اخبَرني عَن ما انا غافِل عَنه

لَم يَنضَم الَيهم ضِدي وَ لَم يَستَغل الوَضع، بَل اتى الي وَقف أمامي عَلى عِلمه انني قَد اطرُدَه مِن العَمَل وَ اصرَخ بِوَجهه، اتاني خائِفاً عَلي وَ ليسَ خائِفاً مِن غَضَبي وَ ان يُصبِح دونَ عمل.

او.. عِندَما حَدث ذلك وَ قبلني مجدداً فِي غُرفَتي...
لازِلت عالِقاً هُناك، ادرَكت ان هُناك اشياء غَير لَمسة يَد وَ غَير اعطاءَ الهدايا وَ المال، هُناك اشياءَ اجمَل بِكَثير وَ ابعَد مدى مِن ذَلِك.

حَتى في ذَلك اليَوم عِندما حَبسنا ذَلك المَعتوه في مَنزِله وَ أنا اُفَكر بِه، لَم يَترُكني رُغم خُطورة الامر وَ رُغم مَعرِفَتِه بِانهُ هوَ المَقصود وليسَ انا

رُغمَ ذلك بَقيَ مَعي ..

عِندَما خَرَجت مِن عند ذلك المَعتوه، ذَلك الحِضن، كانَ مَليئ باللهفة، حُضنه دافِئ وَ صادِق يَجعلني اُريد اقحِامَ نَفسي في امور خَطِرة لِكي يَأتي الي كَما فَعَل ذَلِك اليَوم

اهتِماماتَه الصَغيرة تُشَكل فارِق كَبير وَ تجعَل يَومي، مِثلَ صُنع القَهوة لي، عِندما يَرى انَنَي لا ارتَدي كُفوف طُبية وَ لانه يَعلَم انني لا استَطيع لَمس الناس، يَمُد يَدَه بَدلاً عني مُبادِراً

وَ اليَوم، حينَ اتاني قَلِقاً وَ بَقيَ واقِفاً على امَل ان اُغير رَأيي وَ اذهَب الى المَنزِل، اهتِمامَه بِأن اخُذ قِسط مَن الراحة وَ ان لا اهلِك نَفسي

Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ Where stories live. Discover now