الفصل الثلاثون : العدو المتخفي.

Bắt đầu từ đầu
                                    

لم تجبه ندى مثلما فعلت طوال الدقائق الماضية و أشاحت وجهها عنه ، فتنهد الأخير ماسحا وجهه ثم غادر غرفتها ليتصادم بشكل عرضي مع منال التي تجهمت عند رؤيته و تمتمت بإقتضاب :
- ندى فاقت ؟

هز رأسه بإيجاب :
- ايوة من شويا ، ياريت لما تدخلو ليها متكلموهاش ف اللي حصل من غير حاجة هي مضايقة.

رمقته منال من أسفل لأعلى بإستنكار و علقت على كلامه قائلة :
- ندى اختي الصغيرة و عارفة ايه اللي بينفعها واللي مبينفعهاش يعني مش هتجي انت بعد اللي عملته فيها تمثل علينا دور الشهم المهتم ببنت عمه ولا خطيبته السابقة و تعمل نفسك خايف عليها اكتر مننا ... صحيح بابا سمحلك تقعد معاها بس انت هتفضل ...

قاطعها بابتسامة حادة وهو يخفض صوته لكي لا يصل إلى القابعة بالغرفة :
- اختك ديه نفسها اللي ضغطتو عليها و جبرتوها تعمل حاجة هي مش عايزاها ... و مهما حصل بيني و بين ندى هفضل الوحيد اللي بيقدر يفهمها و علشان كده عمي سمحلي افضل جمبها ومش انتي اللي تحددي ايه نوع علاقتي بيها فاهمة.

رفع أصبعه في وجهها محذرا ثم إنسحب تاركا إياها تغلي من الغيظ ، أخذت نفسا عميقا و رسمت بسمة خفيفة على وجهها ثم طرقت الباب و دخلت إلى أختها الصغرى التي وجدتها تنظر للشرفة التابعة لغرفتها بشرود و عندما لاحظت وجودها عبست منزعجة خاصة عندما جاءت بقية العائلة يطمئنون عليها متجاوزين تماما موضوع محاولتها الإنتحار.

طبع عادل قبلة على جبينها هامسا بحنان :
- حبيبة بابي اللي منورة عليا حياتي ... للحظة قلبي وقف لما افتكرت اني ممكن اخسرك اسف يا روحي لو ضغطنا عليكي اوعدك من النهارده مش هتحصل حاجة غير برضاكي.

جاهدت للإبتسام وهمست بكلمات معتذرة تطيب بها خاطره الذي تزعزع بعد ما فعلته ، و تجاهلت فريال التي كانت تنظر لها بذنب فهتفت بإرهاق :
- انا تعبانة و عايزة انام.

تشدقت سعاد مسرعة :
- مش هتنامي قبل ما تاكلي وتعوضي الدم اللي خسرتيه ... انا هخلي الشغالة تطلعلك صينية الأكل لحد هنا ماشي.
- اوكي.

غادرت الأخيرة مع رأفت و عادل لتبقى فريال و منال مع ندى ، نظرت لهما بطرف عينها ولم تتكلم فأمسكت فريال بيدها و تمتمت دامعة :
- حقك عليا يا حبيبتي ياريت اتقطع لساني قبل ما اقولك الكلام ده والله كنت عايزة مصلحتك صدقيني انا عارفة انك بتحبي عمار عشان كده اتفاجأت لما قولتي مش عايزاه.

همهمت بشرود قبل أن تهمس :
- عمار كان فين لما عرف باللي حصل معايا.

نظرت منال إلى والدتها بإضطراب ثم تنحنحنت مبتسمة :
- كان في المكتب و اول ما عرف جه ليكي جري و صمم ننقلك للمشفى عشان تتعالجي بطريقة أحسن بس انتي حالتك مكنتش خطيرة اوي و جبنا الدكتور حسين.

رفعت ندى حاجبيها بإستهجان منها وهي تستنكر بداخلها جملتها الأخيرة فهي تعلم جيدا أن العائلة رفضت نقلها إلى المستشفى و اكتفت بعلاجها في المنزل سرا لكي لا يصل الخبر إلى الصحافة فتفضحهم أكثر.
غير أنها لم تهتم بهذه الحقيقة كثيرا لأنها ركزت على كلمات شقيقتها التي تفيد بأن عمار جاء إليها ركضا ، بل و ظل مناوبا فوق رأسها حتى إستيقظت و تأكد من أنها بخير.

نـيـران الـغـجـريـةNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ