الفصل الثاني والعشرون

ابدأ من البداية
                                    

تأمل ملامحها اللي تدل على الضيق وتنهد " من اللي بيصدق أن الحروب تدور داخلك من وقت طويل .. وإن في صدرك مدن إنهارت بأكملها وأنتي للآن ما تظهري سوى .. الحياة ! "
أما هي كانت متضايقة .. لأنها بأول جلسة له ، تكلمت عن القدر المحسوب لها .. كانت تقول ببدايتها ليه نتعرف على بعض ومصيرنا للفراق ! ليه الحين كبت كل عفشها .. وقالت كل الكلام اللي يدور بعقلها واللي يتسائل عليه الكل ! ليه حست إنها تقدر تفضِي كل مشاعرها بدون ما تخاف أو تهاب .. بدون ما تقلق إنها بتتعرض للسخرية أو لنظرات الشفقة والرحمة !
ولكنها فعلاً طفح كيلها .. تظن محد جرب شعورها
محد جرب يحس بحرارة الدمع في قلبه بدل ما يكون أثره على خده .. محد جرب يكون صلب من الخارج بينما تتهاوى به الحياة من الداخل
لما حس إنها فعلاً أنحرجت من فضفضتها اللإرادية .. قال ملطفاً للجو ومغيراً للموضوع .. : لابأس ياحياة .. ترى عن كل هالحمل اللي حملتيه وحدك طول هالفترة .. عن كل هالتعب اللي قاومتيه بدون ما تتكلمي .. بيعوضك ربي
كلنا ندري وعندنا يقين لاجاء العوض خلانا ننسى كل اللي مضى
ناظرته بهدوء وهي تتنهد
وهو ابتسم : ولكن من باب " جاوري اللي يزرعون الورد ويتركون قلبك مزهر بكل مرة " جاوريني
رمشت بإستغراب وهو ضحك : خذي المعنى المجازي يا حياة
ميّلت شفايفها بخفوت وهو شتت نظراته للمكان .. وهو يغرق بمليون موجة من التفكير!
-

{ سعُود }

أنتهت التغطية للسباق ، وبعد يومين كاملة من السهر الطويل ، والوقفة اللي ما تخللها جلسة أبداً
والركض اللي ما أنقطع .. وصل للخسوف وهو يتهاوى من التعب !
وقف قدام البيت وهو يمسح على وجهه ثم تنهد وقال : يهون يا عز .. يهون بعد رضاك .. متعبة الصحافة .. ونحب الإذاعة أكثر ولكن عشانك نفضل المتعب ونحبه ماهيب مشكلة
فتح الباب ونزل من السيارة وهو يترنح بتعب
سحب الشماغ من على رأسه وهو يرميه على كتفه بعشوائية ، ومن كان بيدخل البيت ، حتى لاحظ محاولة شخص بإخفاء نفسه عنه .. ميّل شفايفه بإستغراب وأقترب بفضول ثم وقف بمكانه وهو يناظر للي واقفه بفستانها الهادي والشال الأبيض اللي بالكاد يستر شعرها .. كانت واقفة وتحاول تخفي نفسها وما تخليه ينتبه لها ولكنها فشلت رفع حاجبه لما فتحت عينها وناظرت له واقف قدامها عضت على شفايفها بقهر وإحراج ولكنه أستوقفها سعود اللي قال بعد ما ميّزها .. من نظرة عيونها : صباح الإنتظار يا بنت هادي .. ولكن اللي تنتظرينه ماعاده بعلى عهدك عشان يوعى ويبادلك
عقدت حواجبها من كلامه وألتفتت بإستغراب لمعرفته بها وبإستنكار لمغزى كلامه : لا تضرب من تحت الحزام يا ولد الشيخ ، وش مغزى هالحكي
سعود رفع كتوفه بعدم معرفة : مامن شيء ماهوب واضح ،كل المغزى مثل الشمس بايّن .. الإنتظار خلف الباب ماراح يولد إلا الوجع لك ، والشفقة والسخريّة مننا ، لا تتمنين شيء ما تطولينه !
عصبت من كلامه وأستفزها حد الهلاك خصوصاً إنها تجهل مقصده ، والسر ورى هالحكي ! والأهم إن ما بينهم لا حرف سوى ولا كلمة لأجل يخوضون مع بعض هالنقاش الطويل :إنتبه وين تخطِي بخطواتك يا ولد الشيخ .. كود إنك تمشي على قلب أحد دون علم منك
أقترب منها وهو يقول : ماني بمخطي يا سحابة أنا رجال سمعت بإذني ولكن عشانك إنتي أقول أركدي ولا تفكرين بشيء أكبر منك .. هالحب ماهو بقدك !عبدالعزيز حلم كبير عليك ..ما تطولينه لو بقيتي تنتظرين ورى هالباب سنين
عقدت حواجبها بصدمة من كلامه وقالت : ومن اللي وسوس برأسك بهالحكي،الشيخ عبد العزيز رجال أعتبره أخوي،وتفكيرك ما يهيأ إنك عاقل يا ولد الشيخ ! أنا ما أنتظره أنا أنتظر ..
ناظرها بطرف عيونه وقال بسخرية : يعني إن ماكنتي تنتظرينه فأنتي تنتظرين غيره الموضوع كذا مامنه مخرج !
تنرفزت من طريقة كلامه وكأنها مسويه شيء خطأ .. كل اللي أخطأت به إنها خرجت دون عبايتها .. وإنتظارها كان لرغبة ببالها ! ولكنها ما تستحق أسلوبه السيء معها ، قالت وهي ناويه تنرفزه : وإن كنت أنتظر غيره،لا لك لا ناقة ولا جمل! ليه محترق مانيب فاهمة ..

من قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن