الفصل السادس عشر

ابدأ من البداية
                                    

راجح قال بعدما رفع حاجبه ووجه نظراته بإتجاه عبدالعزيز ، وصل لمُبتغاه
ووصل للي يبيه بعد ما مرت سنين طويلة وهو يحاول فيه بالطيّب ولكنه يرفض
بينما الحين ماعنده خيار ثالث ، بيوافق مُجبر : وش تقول يالـودق ، نرفض الإرتباط ويموت نسيبك ورجال قبيلتك والا نقبله ونكسر قلوب أحبابك الخيار بين يدينك !
سكت للحظات وناظره وهو يرمش بهدوء ومن أستقرت عيونه بعيون سعود قال : خل سعود يأخذها
راجح أردف على عجل : لزوم شيخ الخسوف يأخذها ! وإن كان سعود بيصير الشيخ بيأخذها
سعود رفع يدينه بسرعة وقال: طلعوني من موضوع الشيّخة الله يرضى عليكم ! عندك رجال طول بعرض يايبه ، وعندك فهيّد
عقد حواجبه عبدالعزيز وناظر لأبوه بلوم : تنصِب شيخ للخُسوف وأنت تشم الهواء ؟ عيب يايبه عيب
ضرب بعصاته الأرض بحِنك وغضب وقال وهو يشد بقبضة يده على رأس عصاته : ينصب يا عز ينصب
كونك ما تدري إنك الشيخ من قبل خمس سنين فأنت غلطان ، أنا متواري عن النظر وتارك الساحة لك ، منتظرك تقول خلاص رضيت وبصير الشيخ
منتظرك تقول أبوي إنحنى ظهره وتقّوس ، ولاعاد يقدر يشيل الحِمل أكثر ، منتظرك تأخذ هالجبال من على كتوفي ! ولكن ما منك رجاء
عض على شفايفه بضيق من عِتاب أبوه ، وهو اللي ما رضى على نفسه تمر الفكرة من باله مُرور الكرام ، وشلون يرضى على نفسه ويصير الشيخ عز ، في ظل وجود راجح ! : ماطيعني يبه " ما أقدر " ماعندي إستطاعة على هالدرب ما أقدر أجلس بصدر المجلس وأنت اللي على يميني ما تعودت
أقترب منه وهو يربت على كتفه : كتف راجح تحمل هالجبال أربعين سنة ياعز ، طالبك وأنا أبوك شل هالحِمل عن كتفي إعتق رقبة زوج أختك وعيال ديرتك ، وإحفظ دموع أمك وأجبر كسرها ، كل هالموضوع بيدك وبكلمة منك بس ، أنت بتنصيبك شيخ للخسوف راح تعزني أنا قبل أي أحد وأنا أبوك ، لا تظن الموضوع تقليل من شأني بل العكس تماماً ، أنت بتخفف عني ياعز مساعد يبي يرتبط فينا لأجل تختلط الأنساب ويتفاخر بإختلاطها ، عطه اللي يبي دام الموضوع فيه تنازُل وحفظ للدم
ناظره بتشتت وضياع ، ليه الدنيا تحدّه على المشي والدعس على قلبه بكُل مرة ؟ ليه تحده على هالضيق ؟ ليه دائماً تكون الخيارات إما يبقى معها أو يفارقها بقسوة ؟
غمض عيونه بإندثار شديد وهو يشد على قبضة يده ، وشلون يفهم أبوه إنه ناذر إنه ما يأخذ غيرها ؟ ولا تكون قبلها ولا بعدها مرأة ؟ وشلون يقول له ترى عندي وعد لحمامة على كتفي حطّت رحالها بعدما هاجرت لخمس سنين كاملة ! وشلون يخليه يستوعب إنه ما يبي يعيش قصة المزن وراجح ولا يبي يكررها الزمن من خلاله ! مايبي أحد غيرها !!

راجح قال : وش قولك يابن راجح ؟ هلّ علينا جوابك لأجل نرد لهِشيمان
فتح عُيونه بتثاقُل وهو يوزع نظراته بين سعود المِرتبك ونسيم المِتشتتة والخايفة ووجهها أحمر من كُثر البكاء ، ولمح أمه واقفة بباب الإسطبل وشادّة الشال على كتفها وتناظره بضيق ، ولأبوه اللي يناظره بترقُب وإنتظار ، أنضغط من كُل الجهات وضاقت عليه الأرض بما رحُبت ، ومثلما تعود
دائما وأبدا " المزن " قبل قلبه وقبل كُل شيء وإن كان برضاه أو غصب عنه ، أهم شيء لا يضيق لها خاطِر ، ولكن هالمرة زودٍ على رضا المزن عنده عشم أبوه وعنده حِفظ للدم ، شد على قبضة يده وهو يلُوم الدنيا اللي كل مره تطلع لين سابع سماء ثم تخسف به وبآماله لين سابع قاع !
رفع عينه وناظر لأبوه وهو يهز رأسه بإيجاب ، قال بشُموخ يخفي داخله وجع وكسر خاطر : بحفظ الدم والدمع وبصون الكرامة ، ولا يصير خاطرك يابن جبار إلا طيب !
ناظره بفرحة أعتلت كُل خلية بجسده ، وأخيراً اليوم المنتظر بالنسبة له
وأخيراً شبِيه راجح وافق وبيُنصب شيخ ! تهلل وجهه فرح وبهجة ، وهو اللي كان يدري من لما نطق بالمُوافقة لمساعد ، إنه بيصير هالشيء وبيحقق مُراده
ولا وافق على هالإرتباط إلا إنه يدري إن عبد العزيز بيعارض وبيأخذ الموضوع بعاطفية لأجل المزن
كان جاهل تماماً العواصف اللي تصِير بقلب عبدالعزيز باللحظة ذي ، كل اللي كان يدري به إن بكرة تنصيب الشيخ !



من قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن