الفصل الخمسون

Start bij het begin
                                    

تنهدت بحرارة تغرز أناملها فى ظهره بتملك تبادله الهمس والعشق ودمعة دافئة تنسال من جانب عينيها :- بحبك يا طبيب الجلب والروح

طال احتضانهما حتى أخرج طه نفس طويل ساخن من فمه وابتعد برأسه قليلاً يطالع ملامحها الهادئة الرقيقة وقال بامتنان وارتياح

:- والله ريحتى جلبى يا ست البنات .. كنت جلجان أكون ضغط عليكِ لاچل ما نروح للدكتور وحكاية العملية ديه كُمان .. لو تعلمى كد إيه كان خوفى عليكِ وأنتِ فى العملية لحالك لعرفتى كد إيه بعشجك

مطت عنقها لتضع قبلة طويلة رقيقة على خده وقالت بدلال :- خابرة مليح كد إيه بتعشجنى وكد إيه بعشجك يا طبيب الجلب

وجدت نفسها ترتفع عن الأرض بغتة، يعتصرها بين ذراعيه بجسده الضخم وهى تضحك بمرح وسعادة محيا كل حزنها وخوفها السابق من الحياة، ربتت على ظهره وقالت تحثه على تركها

:- نزلنى يا طه ويلا بينا نلحج نعاود لدارنا لو فضلنا إكده مش هنعاود فى نهارنا

أنزلها ببطء أرضاً وفك ذراعيه قليلاً دون أن يفلتها وأقترح بحماس :- طب رأيك إيه نجضى الليلة كُمان إهنا ... الفندج مريح والجعدة حلوة

قهقهت مرحاً على تلهفه الواضح وتملصت من بين ذراعيه هاتفه بعتاب لطيف وهى تعود نحو حقيبة السفر الموضوعة فوق الفراش

:- لو تركت لك الأمر مش هترحل من إهنا واصل .. أنا دارى وحشنى جوى وأنت عنديك شغل وأنا كُمان الأچازة خُلصت والدراسة هتبتدى السبوع الچاى ولا نسيت

نفخ بتذمر يحرك رأسه بامتعاض وقال مستسلماً قبل أن يقبل الفكرة ويعدل رأيه :- وليه تفكرينى بس بالشغل يا بنت الناس .. ولا أجولك واچب نعاود برضك وأشتغل أكتر وأكتر خليص هنبجى صحاب عيال ولازمن نعيشهم أحلى عيشة

خطى عدة خطوات ليقف بجوارها ومسك كفها بين راحتيه يرسم معها أحلامه وأماله المشتركة لهما :- تعرفى بفكر فى إيه كُمان .. أشترى عربية هنحتاچها كتير لما ننزل المحافظة وكُمان لاچل ما أوصل الولاد للمُدرسة

أنطلقت ضحكة عالية منها وهى تسحب كفها من بين راحته واحتضنت رأسه بين كفيها تتأمل ملامحه بعيون عاشقة هاتفه فى وجهه بمرح :- خليص خلفنا والعيال راحوا المدرسة كُمان

محت المسافة بينهما ورقت نبرة صوتها وهى تقول بود :- تعرف أكتر حاچة بحبها فيك إيه يا طه .. يقينك فى الله .. ربنا ينولنا اللى فى بالنا عن جريب يا حبيب الجلب

مال عليها يحاول تقبليها لكنها تحركت سريعاً هاربة منه نحو الكومود والتقطت النظارة الطبية خاصته من فوقه ثم عادت تضعها فوق أنف زوجها واستقبلت قبلته الناعمة التى داعبت شفتيها برضا قبل أن تحثه على المغادرة إلى قريتهم هاتفه برقة

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu