أكملت طريقها للغرفة من ثم دلفت اليها بحماس و اشتياق.

قفزت على السرير نائمة على ظهرها براحة و اتساع كبيرين بينما أغمضت عينهيا تحمد ربها من كل قلبها فعظامها تؤلمها كونها ما ان كانت تيأس من خروجها من ذلك القبو ، تنام على أرضيته الصخرية.

دقيقة دقيقتين و قررت فتح أعينها بعدما تذكرت سيبيان.

فتحت أعينها فوجدت وجه محبب لها بمقابلة وجهها انه هو ملك قلبها ينحني قليلا بظهره ليصبح وجهه مقابل وجهها.

سرح قليلا بعينيها تلك الزرقاء الجميلة
كان نقاء لون عينيها مثل نقاء البحر... ود ان يشبع رغبته بالغوص بهما ليصل لأبعد نقطة.

ظلا هكذا برهة من الوقت لا يعرفاها و لكنها انتبهت لما هي عليه عندما صرح قائلا
" ظهري ألمني من كثرة انحنائي..... و لكن يمكنني الوقوف هكذا طوال الحياة لأتأمل زرقة عينيكي"

همت تعتدل بجلستها سريعا لتلتصق بوجهه و هذا سبب لمس شفتيها خده الحاد..... اكتست الحمرة وجهها و تعلثمت في حديثها

" أا.. اسفة... لم اقصد ذلك"
قالتها بتوتر و هي تنظر للأرض.

لم يرد عليها و ظل ينظر لها بحنان فإشتياقه يكتسح صدره مسببا ذلك الذي ينبض بشدة من كثرة اشياقه لرؤيتها بكل حالاتها.... خجلة... رقيقة.... شقية... جميلة
كل تلك الأشياء اشتاق لرؤيتها بها فقط.

رفعت رأسها ببطء تنظر له معتقدة أنه لم يقبل أسفها
و لكنها تفاجأت به يسألها سؤال أشعل جوارحها و جعلها تتوتر أكثر

"ألم تشتاقي إلي؟!"

أردفها بنبرة مبحوحة يتخللها القليل من اليأس.
لم تعرف ماذا تقول أو ترد على هذا السؤال السهل الصعب.... فهي كادت تزفر أنفاسها الأخيرة لانها ابتعدت عنه.... و من جهة أخرى صعب البوح بالإجابة له.

"منذ و أن أتيتي و أنتِ تتجاهليني" أكمل بنفس نبرته المبحوحة كما لو أنه طفل يعاتب أمه على تركها له و تجاهله.

لم يأتيه الرد مرة أخرى فالتفت بظهره يتجه نحو السرير ليطفئ الضوء الخافت الذي يأتي من ذلك المصباح على المنضدة بجانب السرير و يتسطح على الفراش مديرا لها ظهره.

شعرت بالذنب الكبير الذي اجتاح ضميرها... فهي تود البوح له بمشاعر كثيرة تتدلى من عينيها و كل انش بها و لكنها غبية و لا تستحق طيبة قلبه فهي تشعر انها قاسية عليه كثيرا.

دلفت إلى الحمام برأس متدلي على صدرها بخيبة.... ثم أخذت حماما ساخنا يشعرها بالدفئ التي افتقدته الأيام السابقة في ذلك القبو المريع.

الملاك الساقط || fallen angelWhere stories live. Discover now