الفصل الثالث والأربعون

Start bij het begin
                                    

حولت رأسها نحوه بغته ترمقه بانفعال وهو يتجاهل نظراتها ويوجه عينيه بعيداً يستعيد ذكريات من زمن أخر

:- فاكرة يا ماجدة الواد مدحت ده أول ما اتولد كان سفروت كده وزنان ولما فكرنا نخلف غيره بعد ما شد حيلة وكبر شوية مقدرناش نخلف غير بعدها بتلات ولا أربع سنين

قلب شفته مع هزه خفيفة من كتفيه مستسلماً ببساطة

:- نصيب .. ما هو كل إنسان مكتوب له يتولد أمتى ويموت أمتى ويتجوز أمتى كمان ... وأهوه الواد السفروت بقى عريس وكلنا حواليه نفرح به ومعاه

أكد على حروف جملته الأخيرة التي خرجت ببطء من فمه مرسلا إليها رسالة لتعود إلى عقلها وتفكر بهدوء، لانت نظرتها تحدق فى وجهه وارتفع صوت تنفسها مع حركة صدرها الخفيفة التى توضح انفعالها وتأثرها إلى حد البكاء تتمتم بخفوت منتحب

:- ده ابنى يا يسرى .. ابنى الكبير وزي ما أنت قلت عشت معاه أربع سنين لوحدنا وأنت كنت بتسافر وقتها كتير ... مدحت ده حته من روحى أول فرحتى وأغلى ولادى ... مش كفاية أن شغله أخده منى ... جاية كمان البنت الصعيدية ديه تاخده بشروطها وتحرمنى منه ومن ولاده

شرعت فى الانتحاب بخفوت فترك لها الفرصة لتنفس عن غضبها قليلاً وأخفض نظره عنها للحظات ثم رفع عينيه يتأملها بمكر وقال مشاغباً ينتشلها من حزنها

:- قولي كده بقى .. غيرانة منها إنها هتاخد ابنك ده شغل الحموات اشتغل بدرى أوى

انحدرت دمعتها وسحبت نفس طويل تحاول منع دموعها من الهطول صائحة في وجهه برفض

:- حموات إيه أنت كمان .. أنا مش بفكر كده أنا عقلى كبير وواعية

جذب كفيها يضمهم بين كفيه وقال بنبرة حنونة وصوت دافىء

:- طب خليكى واعية بقى أنك اخدتينى من أمى أنا كمان وأى عروسة بتاخد عريسها من أمه .. ما هو مش هيفضل ماسك فى ديل أمه العمر كله

رمقته بنظره لائمة وفم مقلوب وهو يواصل حديثه ناصحاً

:- ابنك كبر وبقى راجل وهيبدأ حياته ويكون أسرة وفرحان بعروسته هنعوز إيه تانى لابننا أكتر من كده

شدد قبضتيه فوق كفيها مستطرداً وعينيه تتعمق فى عينيها الدامعة وصوته الهادئ يطبطب على قلبها :- هو جوازه ده هيخليه يتبرأ مننا مثلا .. ما أحنا هنفضل أهله وبدل ما يجى يزورك لوحده هيزورك بمراته اللي هتبقى زى بنتك وبعدين بولاده اللى هيجننوكى ويقلبوا البيت جنينة حيوانات

ابتسمت بحنين رغم دموعها وشددت بدورها على كفيه تهتف بأمل واشتياق :- نفسى يا يسرى .. نفسى أشوف ولاده وأضمهم لصدرى .. ديه هتبقى الفرحة الحقيقية

أفلت أحد كفيه من فوق يديها ورفعها يزيل أثار الدموع ثم جذبها نحو صدره يضمها بحنو راجياً الله :- إن شاء الله ربنا هينولنا اللى بنحلم به ويفرحنا بأحفادنا

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu