ليبدأ الكوخ بالإختفاء بينما الأرض تهتز بقوة من أسفلهما ، فبدأت دموع دانية تفيض منها شاقة طريقها فوق وجنتيها ، فما الذى يحدث هل حانت حقاً نهايتها على يد هذه الإمرأة ...المألوفة ؟

ليظهروا فجأة فوق أحد الجبال بينما المرأة تبتسم بإتساع لدانية التى يمنعها السقوط من فوق قمة الجبل ، يد تلك الشيطانة التى تلتف حول رقبتها ، و ما إن تركت المرأة عُنق دانية ، شهقت بقوة بينما تنهض جالسة فوق سريرها ، لقد كان مجرد حُلم !

لتمسك دانية برقبتها بينما تدلكها برفق لقد احست بكل شئ ، من الصعب عليها تصديق انه كان مجرد حُلم .
لتتنهد بقوة بينما تمسك برأسها ضمة ركبتيها إلى صدرها ، بينما تفكر ما الذى يحدث لها ؟
هناك شئ خطأ بحياتها ، أشياء غريبة تحدث و لا تجد لها تفسيراً منطقياً ، وعندما تسأل أحدهم يعطيها جميع الأجوبة عدا الحقيقة منها و التى تشعرها انها لم تفقد عقلها بعد !
ربما هناك شئ يجب عليها إكتشافه بنفسها ، و تلك المرأة لقد بدت لها مألوفة للغاية و لكن اين رأتها بالضبط ؟

نهضت دانية من على السرير بإرهاق واضح على محيا وجهها ، لتتجه إلى الحمام لتغسل وجهها و تستحم لكى تذهب إلى عملها ، ولكن عندما وقعت عيناها على نفسها بالمرآة لم تعجبها نفسها بتاتاً ..وجه شاحب ..هالات سوداء تحيط عيناها المرهقتان ..وزنها الذى فقدت البعض منه بالفعل ، لم تعد كما هى .

بعد عدة دقائق كانت قد إنتهت بالفعل ، لتتجه نحو خزانتها فاتحة إياها مخرجة منها بنطال كلاسيكى أسود و قميص حريرى أسود و معطف طويل باللون البُنى ، و لا ننسى الحذاء ذو اللون الأسود هو الأخر .

و ما إن انتهت من تجهيز نفسها توجهت إلى قطها الصغير لتجده لا يزال نائماً بعمق ، فتركت له الطعام و الماء و خرجت من الفندق بأكمله لتستقل الحافلة ، فجلست بجانب النافذة لتستند برأسها عليها متأملة بعيناها المشاهد التى تمر بسرعة كمرور تلك الأفكار التى تلازمها ، بينما فقط عقلها شارد لا يعى ما حوله .

•••••••••••••••••••••

جعد لوك وجهه بإنزعاج بسبب أشعة الشمس التى تسللت من بين جفناه لتوقظه ، ففتح عيناه التى كانت تنافس سماء اليوم بزرقتها و صفاؤها ، ليعتدل بجلسته على السرير بينما يفرك شعره بعبث ، هو مرهق هذه الفترة بسبب كثرة الأعمال الموضوعة على عاتقه هذه الفترة ؛ فلقد زادت اسهم الشركة بطريقةٍ ملحوظة منذ أن أتى هنا و زادت أعداد الشركات التى تريد تكوين علاقات و صفقات متبادلة مع شركته .

لينهض اخيراً من على سريره متجهاً إلى الباب بخطوات خاملة مقرراً النزول إلى المطبخ ليشرب بعضاً من الماء فحلقه يشبه الصحراء الغربية الان .

دخل لوك إلى المطبخ ليمسك بأحد الأكواب الزجاجية واضعاً به بعضٍ من الماء ثم شَرِبه دفعة واحدة ، ليدير رأسه إلى اليمين عندما شعر بحركة أحدهم ، ليجدها كامى التى تسير بإتجاهه بخطواتٍ بطيئة بينما تفرك اعينها و تتثاءب ، ليبتسم لوك بخفة فقد بدت لطيفة خاصة مع شعرها المبعثر و ملابس نومها المليئة بالرسومات الكرتونية .

"جعلت قلبى الميت ينبِض" (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن