الفصل الخامس و العشرون : دمار شامل.

Start from the beginning
                                    

و كأنه بريء و لم يسلب منها أغلى ما تملكه ، حتى في هذه الليلة إستمر في لعب دور الرجل الشهم فمثَّل أمام الجميع أنه يحميها من كاميرات المتطفلين عندما اعترضوا طريقها أثناء مغادرتها للقصر ، بل و حماها أيضا من تهجم والد و والدة العروس عليها ...

و كأنه ليس هو نفسه من سممها و قتل طفلها !!!
توحشت عينا مريم و رفعت يديها نحو وجهها تمسح دموعها الملطخة بالكحل ، قبل أن يتلبسها الجنون و تشرع في مسح زينتها و نزع إكسسواراتها و الخاتم بنقمة هستيرية فجرحت أصبعها بحركتها العنيفة.

إنهالت مريم بذراعها على مستحضرات التجميل المرصوصة على طاولة الزينة مفرغة فيها ولو قدرا يسيرا من ثورة مجنونة تسلطت على روحها مطلقة صرخة أنثوية غاضبة ...

تلتها عدة صرخات حادة مقهورة و هي تضطر لتعرية جوارحها و تمزيق جرحها الذي لم يندمل أمام صديقتها التي دخلت إلى الغرفة حين سماع صوت التحطيم.
إنتفضت هالة عندما رأت حالة مريم و ذهبت تحتضنها فأسدلت الأخيرة رأسها على كتفها صائحة بحشرجة :
- جاي يسألني ... هو عمل ايه لكل ده .... اتخيلي بيسألني بكل وقاحة انا عملت كده ليه و بيلومني ... عمل نفسه خايف عليا من عيلته و وقف قصاد مرات عمه لما حاولت تتهجم عليا ... ازاي عمار قادر يمثل على الناس للدرجة ديه ... ازاي قدر يعمل فيا كده ويخونني و يقتل إبنه بإيده !

انتحبت مريم حتى بح صوتها و غطت الغصة في حلقها على بقية الكلام فإبتلعت حروفها و اكتفت بإصدار الشهقات ...

أما هالة فكانت تربت عليها و هي تفكر ، ما قامت به مريم لم تكن تتخيل يوما أنها ستقدم عليه حتى في أحلامها ، ألقت قنبلة وسط الحفل و غادرت تاركة النيران تشتعل خلفها غير آبهة ...

و ربما لو لم تشاركها هي في الخطة بنفسها لما كانت ستصدق ، غير أنها رأت بعينيها تحول مريم الهشة للنقيض تماما ، و هذه الدموع التي تهطل من عينيها ليست دموع قهر بقدر ما هي دموع كره و غضب !! 

بعد دقائق كانت مريم تطل من الشرفة بملامح وجه جليدية و هالة تعبث في هاتفها حتى هتفت :
- السوشيال ميديا مقلوبة من الفضيحة و اسم عيلة البحيري قرب يتصدر التريند ده الفيديو وانتي بتتكلمي لوحده قرب يكسر الرقم القياسي في فترة قصيرة.

لم تحرك مريم رمشة من عينيها وهي تحدق في تلافيف الظلام حولها بل أخذت نفسا عميقا محدثة نفسها " هذا لا شيء لحد الآن ، مازلنا في البداية "

إلتفتت الى صديقتها القابعة على الكرسي تتصفح مواقع التواصل و قالت :
- هما اكيد هيحاولو يحذفو الفيديو و يمنعوه يتنشر اكتر انتي خدتي نسخة منه صح.

- ايوة انا خدت كل الاحتياطات و زي ما قولتلك انا بعرف صحفية جريئة كده مبتخافش من حد هتعمل كل اللي تقدر عليه علشان الموضوع ميتقفلش و كمان انا اتكلمت مع كام جمعية و منظمة و اشتكيتلهم ع اساس انك اتخدعتي في الجوازة و اتحبستي و اتعرضتي للعنف الزوجي و طلبت منهم ينقذوكي و ياخدو حقك من عمار البحيري.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now