🍟°والد روحيّ ..وبطاطا ! °

30 9 0
                                    

..

بصمت حدقت في الفتى امامي . مع انتهائه من رواية قصته ابتلعه الوجوم بالكامل . كان
امجد متضايقا فعلا ، نادما على ما فعله بفتى الكيوي . رغم اعترافي بكون ذلك مريعا الا انني لم استطع لومه .
شعرت ان الفتى على الحافة . واقف ويميل نحو الهاوية واني ان ضغطت عليه اكثر سأسقطه .

ثم ان رؤية ما فعلته به تلك المرشدة يجعلني اشعر انه نال كفايته بالفعل .

" نادم ؟! "
سألت فأومأ ايجابا من فوره

" اذا لا حرج عليك "
احطت كتفيه بذراعي مواسيا .
مع ذلك بدى الفتى بائسا بشدة .

" لقد اعتذرت ..وسامحك ، حتى انه دافع عنك ورفض ان يرفع الامر للشرطة ..حل الامر اذا ، صحيح ؟! "

ورغم محاولتي تلطيف الجو الا ان لافائدة .
بضيق حدقت في طعامه الذي لم يمسه .

" امجد .."
ناديت اسمه بجدية لينظر اليّ اخيرا بدل التحديق في حذائيه .

" لست تشعر بالذنب ..صحيح ؟! كل هذا البؤس بسبب الصفعة ''
تحدثت وكاد يشيح بوجهه الى ان اكملت

" هل تتلقى مثلها من والدك عادة ؟ "
سألت فانتفض كما لو لسع . تململ بضيق واشاح بوجهه بينما شعرت بشيء من الارتجاف يعتليه .

" أمجد ..''
ناديت ولمست كتفه فتململ وابتعد

" ما ادراك .."
همس ببُحة لم اعلم سببها . طول صمته ام رهبته .
تنهدت بخفوت . هل اخبره ان صوته كشفه ؟!
انه تهدج حد ظننته سيبكي وهو يتحدث عن صفعة الاستاذة له ..ثم برهبة يخبرني بنبرة الاقرار ان على اثر الصفعة ان يختفي قبل ان يعود للمنزل . الوجل بينما يتصل من هاتفي بأمه يسألها ان كان والده عاد وسأل عنه وبانه سيتناول الغداء في المدرسة اليوم .

كان يخاف والده . الخوف الهستيري الناجم عن الجفاء والغلضة لا عن التأديب والتربية .
ربما لهذا كان انفجاره عنيفا ..
كان يخرج طاقته السلبية في رد فعل مألوف يتعرض لمثله كثيرا ..

العنف حدّ الأذى ..

لم اجب . لم استطع .
ترى .. لهذا الطعام افضل !
هل ستحشر في الزاوية مع سجق مراهق او بيضة مكتئبة ويكون عليك انتقاء كلماتك للمواساة ؟!
قطعا لا !

زفرت بتعب ثم سحبت الفتى ناحيتي في عناق جانبي ضاغطا اياه نحوي .

" اسمع يا وغد ! ايا كان الآتي ، فحامد العجوز موجود لأجلك  .. حتى ان لزم الامر هروبك من البيت واختبائك عندي ! رغم اني لا استقبل الهاربين عادة ..لكنك حصدت فرصة اليانصيب . كن ممتنا ! ''

خــالٍ من الدّســــــمWhere stories live. Discover now