الفصل الثامن عشر والاخير

313 8 3
                                    

الفصل الثامن عشر و الأخير مني و إليك

ثلاثة أشهر مضت ، لم تشعر ميسون بمضيها كأن أيامها تفر فرارا من دفتر حياتها و هكذا هي أيام السعادة قصيرة دائما.

كانا قد انتقلا إلى بيت خاص بهما بينما فضل الطفلان أن يظلا بجانب الجدتين كما يطلقان عليهما : والدة عاصم و مربية ميسون.

ثلاثة أشهر و لم تشعر أنها شبعت من عاصم و قربه فلم يكن يطيل المكوث في البيت. يوميا يخرج منذ طلوع الشمس و لا يعود إلا بعد غروبها. و رغم كثرة أعبائها اليومية كانت تشعر في كل لحظة بوطأة غيابه و شدة شوقها إليه.

لكن هذا هو عاصم الذي أحبته و عشقته ، ليس بالرجل الذي خلق لتشبع منه امرأة .
اتكأت على إطار النافذة و هي تراقب غروب شمس هذا اليوم و ابتسمت مفكرة أن الحياة كلها غروب و شروق ، تغرب أشياء من حياتنا لتشرق بدلا منها أشياء أخرى .

سمعت صوت الباب الخارجي فانطلقت راكضة لترتمي في أحضان عاصم كعادتها كل يوم ، رفعها عاليا فور وصولها إليه أما هي فقد أحاطت عنقه بكلا ذراعيها بقوة كأنه غاب عنها دهرا. أبعدها عنه بصعوبة و أحاط وجهها بكفيه و ظل يحدق فيها لدقائق ثم غمغم بصوت خافت : ماذا فعلت بي يا ميسون ؟

أجابته و هي تعود لحضنه : نفس ما فعلته بي

حملها بين ذراعيه و قال و هو يسير بها إلى البيت : الرجال أصبحوا يتغامزون علي يا ميسون
قالت متسائلة : و لماذا؟

أجابها و هو يجلسها على حجره : سمعتهم يقولون بأني أصبحت رقيق القلب منذ زواجي و أني لم أعد أقسو عليهم كما في السابق
مررت سبابتها على شفتيه و هي تسأله : و هل كنت تقسو عليهم حقا؟

لوى فمه و هو يقول بضجر : أنا لا أكاد أطيق الرجل الشكّاء البكّاء لذلك فحين يأتيني أحدهم ليشتكي لي من تعب أو إعياء أقول له : لست أمك يا هذا و لتعلم أني لا أدرب النساء على القتال فلو كنت منهن فلترحل عني

ضحكت ميسون و داعبته قائلة : و هل يسمون هذه قسوة ، هذا منتهى الحنان منك يا حبيبي
قال و هو يقبل طرف أنفها بلطف : سمعتهم يتمنون لو أني تزوجت من قبل لكانوا استراحوا من كثير من العناء

تمتمت بشيء من الضيق : و لكنك تزوجت من قبل بالفعل

لم يجبها و قام من مجلسه و ذهب ليغير ملابسه ، حين عاد وضعت راحتيها على صدره و قالت له باستعطاف : عاصم ألم يحن الوقت لتحكي لي عن كل ما حصل من زوجتك الأولى ، لقد مضى ثلاثة أشهر على زواجنا يا حبيبي

تأملها قليلا ثم قال بلا مبالاة : لا يوجد الكثير لأحكيه لك عنها
- أخبرني على الأقل كيف قابلتها و لمذا تزوجتها

بدأ يحدثها على مضض : في ذلك الوقت كنت شابا أهوج ، كنت في ريعان شبابي و لم يكن عقلي قد اكتمل بعد ، كنت ذهبت برفقة أبي لأن له عم هناك ترك له بعض الميراث.
كنت مارا بجانب بيتهم عندما رأيتها في الحديقة

🎉 لقد انتهيت من قراءة رواية الرحيل اليه لكاتبة نغم الغروب 🎉
رواية الرحيل اليه لكاتبة نغم الغروبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن