Chapter "17"

14.6K 932 38
                                    


غفلت ماتى عن الساعة التى تأخرت بالفعل ، حيث كانت جالسة مرخية جسدها على الشجرة الواقعة خلفها ، بينما تمسد على فراء رأس الذئب الذى يتوسط فخذها ، و يبدو أن الذئب أعجبته لمساتها الصغيرة فأغمض عيناه براحة .
إلى أن قطع هذا الهدوء الذى كان يعم المكان ، صوت ماتى التى أردفت بهدوء بينما تتأمل السماء التى زينتها النجوم : هل تعلم ايها اللطيف أنا حقاً متعبة ولا أجد مَن أُجالسه و يستمع لى بإهتمام لا أجد من يأخذ حديثِ على محمل الجد و يهتم لمشاعرى او على الأقل يفهمنى لم أجد هذا الشخص منذ أن كنت صغيرة ، الحياة ليست عادلة حقاً لكنى لقد سئمت أريد أن أخرج ولو جزء بسيط مما بداخلى إلى أحدهم حتى ولو كان ذئباً .

نهض دانيال من على الأرض ليجلس على قدميه الخلفيتين بينما يطالعها بإهتمام ، هو يريدها ان تنفتح له و يعلم ما بها سيحاول ان يخفف عنها تلك الأعباء التى تحملها فوق كتفيها .
تأملته ماتى قليلاً و هو جالساً على وضعيته تلك ، ثم إعتدلت بجلستها هى الأخرى لتُربع قدميها ثم قالت بينما تُأشر بيدها لتدعم شرحها : حقاً إنك لطيف أنتَ تجعلنى أشعر كما لو أنك تفهمنى أشعر وكأن الله أرسلك رحمةً لى و لقلبى الصغير لنُفرج عن ما بنا ولو القليل منه .
انهت ماتى كَلِماتِها و هى تنقل بصرها بين عيناى الذئب التى تشبه المحيط فلقد نالت إعجابها منذ أن رأته ، بينما الاخر فقط يطالعها بأعين لامعة فقد كانت تبدو كطفلٍ صغير يحاول أن يشرح لوالده عما به .

إستفاق من شروده بها و بتفاصيل وجهها التى تجعلُه يقع لها أكثر عندما أكملت حديثها قائلة : هل تدرى يا سيدى اللطيف أنى هذه الأيام متورطة فى مشكلة كبيرة مع أحدهم و هو يطلب منى أن اؤذى صديقة مقربة لى ، أنا حقاً أحبها ولا أستطيع إذاءها و لكن هذا الأحمق يهددنى بقتل عائلتى لقد إختطافهم و أنا خائفة عليهم بالرغم من كل شئ ، ذلك الرجل الأخرق الضخم الشرير عديم النفع فى الحياة .

انهت كلامها بإنفعال بينما تلكُم الهواء بغضب ، لِتَعى على ماتفعله فنظرت إلى الذئب فوجدته يميل برأسه قليلاً إلى الجانب و ناظراً له ببعض التجاعيد التى ظهرت على وجهه وكأنه يقول "ما الذى تسمعه عيناى"

فضحكت ماتى بخفة على ردة فعله ثم ابعدت خصلات شعرها التى تناثرت على وجهها أثر إنفعالها ثم نطقت بهدوء : حقاً إنه يستحق أكثر من ذلك ، هو يريد قتلها و يريد منى تجميع معلومات عنها و بالمناسبة يدعى ديث أخبرتك إسمه فإذا ما صدفته تناوله بالرغم من طعمه الذى أثق بأنه سيكون سئ وصديقتى اللطيفة تدعى دانية هذه لا تؤذِها إنها طيبة القلب .

تعجبت ماتى عندما وجدت الذئب نهض من مضجعه بغضب و اعينه التى أصبحت أكثر حدة ، فسألته بتردد قائلة : ما بك ؟
ولكنها شعرت بتلك الإهتزازة التى تصدر من جيبها فأخرجت هاتفها لتجد أنها هيلونة .
فردت ماتى على الهاتف قائلة بهدوء : مرحباً هيلونة كيف حالك اليوم ؟
إبتسمت هيلونة بخفة ثم أجبتها قائلة: بخير ماتى ماذا عنك ؟
أخبرتها ماتى بأنها بخير ، لتقول هيلونة بنبرة أمرة لا تتحمل النقاش : أنظرى ماتى ستوافقِ لأنى لا أقبل بالرفض و إلا أقسم سأتى و أحمِلك مثل الأطفال المشاغبين ، غداً ستكون حفلة ميلاد جوهان ستأتى لنحتفل ثلاثتنا ، دانية ستأتى ايضاً ستبدأ الحفلة الساعة ثمانية ، و الان إلى اللقاء أراكِ غداً وأريدك ان تخطفى أنظار الجميع لا مهلاً لا تكونى أكثر جمالاً منى إلى اللقاء مرة اخرى .

"جعلت قلبى الميت ينبِض" (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن