حب غير مشروط

ابدأ من البداية
                                    

     لكن هذه المرّة لديه عمل، عليه أن يقرأ الرّواية، تحدى نفسه ومشاعره. فلم تكن بالرّواية الطّويلة، يمكنه إنهائها هذا اليوم، نعم، سيفعل ذلك، يستطع فعلها، فتح الرّواية وشرع يقرأ.

    قرأ أول صفحة فتاة يتيمة تعمل في ميتم وكل أعمال الميتم اليومية واقعة على عاتقها، و فجأة بين ليلة وضحاها تغيّر كُل شيء…

    اندمج ملهم مع أحداث الرواية، روح جودي المرحة التي تسللت إلى سطور الرواية تسللت إلى روح ملهم أيضًا، حتى أنه نسي قصة حبه الأولى. كانت الرّواية عبارة عن رسائل تكتبها جودي إلى صاحب الظّل الطّويل، إلى ذلك الرّجل الذي تكفل بمصاريف دراستها في الجامعة، وطلب في المقابل أن تكتب له كُل يوم ما يحدث معها؛ لكي يتمكن هو من متابعة مستواها الدراسي وطلب منها ألا تطلب منه ردًا على أي من رسائلها فقط هي تكتب وهو يستلم ويقرأ.

    كان الجو لا يزال ماطرًا في الخارج، لم ينتبه ملهم إلى الوقت إلا عندما بدأت معدته تقرقر.

«ليس وقتك يا معدتي، أريد إكمال الرّواية فضلا.»

    أخذ يلوم معدته الّتي قطعت عليه متعة قراءة الرّواية. التف إلى الساعة التي على الحائط لقد مرّت ساعتان فقط وهو يقرأ، جميل، لديه المزيد من الوقت. نهض متجهًا إلى المطبخ ليأكل شيئًا ويسكت معدته التي لا تنفك تطلب الطعام. أخرج علبة البيتزا التي كانت قد بقيت من عشاء البارحة، وبدأ بالأكل.

     كان يأكل ويفكر، لقد وصل إلى الجزء الأكثر حماسًا، من هو السيد جيرفيس بندلتون؟ أيعقل أن يكون هو نفسه صاحب الظل الطويل؟ لماذا يكذب على نفسه؟  إنه هو، نعم، تلك الإشارات تؤكد أن السيد جيرفيس هو نفسه صاحب الظل الطويل مثلما كانت جودي آبوت تسميه.

    أكمل طعامه بسرعة، حتى أنه غص في لقمة وهو يأكل بسرعة، عاد إلى المكتبة من جديد. أراد هذه المرة أن يغير مكانه وأن يجلس قبالة النافذة حيث يستطيع رؤية المطر وهو يهطل.

رتب مكان جلوسه وعاد للقراءة.

«أوه، لقد نسيت أن أغلق الكتاب على الصفحة التي وصلت إليها.»

صاح ملهم وهو يضع يده على شعره الأسود الداكن.

«لكن لا بأس، سأكمل من الصفحة مائة وثلاثون، الرواية ممتعة حقًا!»

    قال ذلك وهو يفتح الكتاب ويقلب الصفحات لكي يصل إلى الصفحة التي يُريد. نظر إلى المطر من خلال النافذة الكبيرة، أخذ نفسًا عميقًا، ابتسم وعاد يقرأ.

    كان لا يزال مبتسمًا وهو يقرأ، كان يبتسم كالأحمق ولم يكن منتبهًا لنفسه وهو يبتسم، وسرعان ما عَلَت الدهشة وجهه كانت النهاية صادمة فعلًا، أغلق الكتاب، توقف المطر فجأة وكأن الجو كان متفقًا مع ملهم، إذا قرأت الرّواية سأوفر لك أجواءًا جميلة للقراءة.

خلف باب الرداءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن