الفصل الرابع : غريبًٌ مُصاب

Start from the beginning
                                    

أردف نوح مُقترِحاً شئً ما.

"يبقى نِروح ندور عليه حالاً! ، أكيد مِش هنِفضل قاعدين مستنيين الفرج؟!".

ألقى رحيم نظرة شامِلة فوق هيئةِ صديقه ، وأجاب بخيبة أمل على ما وصل له مِن إنحطاط.

"وإنت هتيجؤ معايا بمنظرك ده؟! ، إطلع غير هِدومك الأول .. وبعد ما نِلاقى بدر ونطمِن إنه بخير ، لينا قاعدة مع بعضينا أنا وأنت!".

حك نوح عُنقِه بـ حرج وذهب لـ يفعل ما طُلِب مِنه ، بينما وقف رحيم ينتظِره وهو يحاول أن يتصِل بـ بدر مُجدداً لعلهٌ يُجيب.

•••••••••••••

داخل منزِل خالة ليلى.

تقوقعت شمس حول نفسِها فوق أحد المقاعِد ، وإكتفت بمُراقبة ما يدور أمامها مِن بعيد ، دون التدخُل هي بـ الكادِ سيطرت على أعصابِها بعد إحتسائِها كوباً مِن عصير الليمون الطازج.

وفي ذات اللحظة إلتف جميع أفراد العائِلة حول جسد الشاب المُتسطِح فوق سرير أنور ، ينعم بنومٍ عميق بعدما أتى الطبيب وقام بمُعالجتِه ، وتقطيب جُرحه وأعطاخ مُخدِر ذو مفعول قوي ، ثُم أعلمهُم أنه لـ رُبما يظل نائِماً لليوم التالي إثر ما فقده مِن دِماء.

بـ الطبع حينما تسائل عن هويته والصِلة التىي تربُطهُم بِه ، ألفّوا كِذبة منطقية لـ يقتنع الطبيب بِها ، تجنُياً للوقوع في المشاكِل.

بعد رحيل الطبيب ، إنهال وابِل مِن الأسئِلة على ليلى المسكينة ، يُطالِبون بـ إجابات وتوضيحات فـ لم تبخل عليهم وقالت بصِدق.

"لقيناه مرمي في الشارع وسايح في دمُه ، مقدِرتِش أسيبُه كِدا!! .. كان مُمكِن يموت لو سيبناه .. وساعِتها هشيل ذنبُه لإني كان بإيدي أساعدُه و مساعدتهوش؟".

هتف أنور بِسُخرية ظاهِرة ، وعيناه تُطلِق تكاد تخترِقها،

"تقومي تخلينا نجيبُه البيت! ، ونُدخل فى سين وجيم؟! ، وده كُله عشان حضرِتك خوفتي تشيلي الذنب؟!!".

تجاهلتةُ ليلى غير عابِئة بـ إنفعالاتِة أخر ما تهتم له هو أنور  ، نظرت إلى خالتِها تستنجِد بِها حتى تقِف معها كما تفعل دائِماً ، ولم تُخيب عزيزة ظنِها ، أردفت مؤيدةً إياها.

"اللي عملِتُه ليلى هو عين العقل ، دي ليها الجنة عشان أنقذِت روح بني آدم! ، ولا إنت رأيك إيه يا سميح؟".

بارانويا | «جُنون الإرتياب» (قيد الكتابة)Where stories live. Discover now