استيقظت صباح يوم الاثنين على صراخ الخادمات الملكيات ، يبدو أنه وقت ولادة أختي ... جديا أنه طفلها السادس و لم تبلغ الثلاثين حتى .. هي فحسب مجنونة
" ايما ، أخيرا استيقظت ... هل نمت جيدا ؟ " قال كلاوس
ابتسمت له و أنا أرتب سريري " نعم نمت جيدا على عكسك .. أخبرتك أنني بخير لكنك نمت على حافة سريري طول الليلة الماضية "
تقدم كلاوس بخطوة لايما و وضع جبهته على جبهتهها و قال : " جيد ... أنت بخير ، كنت قلقا عليك حقا "
" أنا بخير ، عد الى غرفتك و خذ قسطا من الراحة اليوم الاجتماع الملكي لذا لن أحتاجك ، اليوم يوم اجازتك استغله بذكاء ... "
ذهب كلاوس في طريق و ايما في الطريق المعاكس ، حان الوقت لتبرز في الاجتماع الملكي و لتكون القطعة المناسبة في أحجية المملكة ... تقدمت الاميرة بثقة و دقت الباب و دخلت بعد أن فتحه جنديان من الجانب الداخلي
ألقيت التحية على جلالته و جلست ... وقفت مجددا و قلت : " مبارك مولودك الجديد يا انستازيا"
" شكرا ، بالمناسبة أسميته " لوكا " ... لكن منذ متى صرت تتحدثين بهذه الطريقة ، أرى تغيير طفيف على طبعك يا دودة الكتب المدللة " أجابتني كما لو انها تسخر مني
جلست مجددا دون أن أرد عليها بكلمة ...
" ليبدأ الاجتماع " قال الملك
انستازيا : " قونانيك الجديدة أحدثت ضجة و جدلا بين سكان المملكة بل و وصفوها بالظالمة ... علينا وضع قانون لهذا التجاوز "
" أوافق رأي انستازيا ، علينا اسكات كل ثرثار أحمق ، لن نسمح باخلال توازن مملكتنا " رد اخي الاكبر الكسندر
" أعارض..."
لقد قلتها بالفعل ... قمت بفعلها
الملك : " ايما تعارضين ، على ماذا ؟ "
وقفت ايما و باشرت بشرح موقفها بتوظيف الحجج و البراهين
" الملك أول مشرع ديمقراطي، لأنه تولى مسؤولية سن القوانين بناء على طلب مواطني أثينا، لكنهم لم يتوقعوا أن تكون القوانين قاسية بالشكل الذي صاغه والدي ولذلك أصبح الجميع يشتكي من صرامتها ... لكن قمعهم هو أسوء ما يمكن فعله ... دعيني أشرح أكثر ... والدي صاغ هذه القوانين بطلب الشعب و كتبها على الواح خشبية ليكون الجميع على علم بها ، هذا من جهة ، من جهة أخرى انهى والدي عهد القضاء غير العادل .. و اصبح كل من في المملكة يعرف عقوبة كل جريمة "
قاطعها انطونيو قائلا : " و ما علاقة هذا بموضوعنا ... الم تدركي انك تجاوزت النقطة الاهم"
" انطونيو لا تكن سطحيا بهذه الطريقة ... انظر يمكننا استغلال هذه النقطة لصالحنا ، و بهذا سنكسب الرأي العام .. و سنوضح وجهة نظر أبي و كم هو ملك عادل ... الرأي رأي جلالته .." قلت بثقة
عم الصمت لوهلة ثم ملأت القاعة قهقهة والدي ، جعلني هذا في حيرة من أمري ، هل يسخر مني الان ؟ أم انه معجب بما قلت
قال الملك : " هناك مثل يقول لا عبقرية دون ذرة من الجنون ، أحسنت قولا يا ايما ، اعجبتني صراحتك و قدرتك على التفريق بين الترغيب و الترهيب ... أنا موافق على فكرتك لكن من سيتفذها هو أخوك الاكبر ... "
وقفت باحترام و قلت " شكرا على ثقتك بي ... اتمنى لو تمنحني الفرصة لطرح موضوع اثار جدلي ، و اريد مناقشته مع جلالتك .."
رد قائلا : " بالطبع تفضلي "
" سأكون غاية في الصراحة ، ساتحدث عن التعليم ... في الحقيقة ازعجتني فكرة ان تعليم البنات يقتصر على علم "تدبير المنزل" ، و ان أمهاتهن يعلمنهن القراءة والكتابة والحساب، والغزل والنسيج والتطريز، والرقص والغناء، والعزف على بعض الآلات الموسيقية؛ اقصد كفتاة و كأميرة أود منهن تعلم الفلسفة و الادب و مختلف العلوم ، حتى النشاطات الرياضية و العسكرية ... من وجهة نظري من الغباء تعليمهن اداب الطعام و غيرها ... والدي البنات والنساء جزء من مملكتنا و من سينقذها ليس اداب الطعام و تدبير المنزل ... انا لا اطلب محو اثرها او ما شابه .. اريد فرصة للبنات و آمل ان لا تقتصر العاصمة اثينا فحسب "
صوفيا " كيف تجرئين و تطلبين من الملك ان يخل بتوازن المملكة "
ردت عليها انستازيا " أوافق امي في الرأي ، هذا جنون "
وقف الملك و رد عليهما " كما قلت سابقا لا عبقرية دون ذرة من الجنون ... ايما مبارك عليك منصبك الجديد ، ستعلمين بنات العاصمة و ستتوجين كأميرة رسمية لليونان "
" هذا جنون "
يتبع ...
YOU ARE READING
εννέα μήνες { تسع اشهر }
Romanceهل ولادتي كأميرة يونانية لعنة أم حظ ... لطالما كنت مهتمة بالادب و الفلسفة لذا انا من النوع الذي يحبس نفسه في مكتبة قديمة من بزوغ الشمس حتى غروبها ... عوقبت كثيرا بسبب هذا الطبع و تلقيت الكثير من الانتقادات .. لكن من يهتم .. انها سعادتي .. بالمناسبة...
