الفصل الأربعون

ابدأ من البداية
                                    

توقف الرجل عن الحديث برهة يتفكر ماذا يقول، وماذا ينعت شموع هل يذكر اسمها مجرد أم يبجلها بلقب سيدة فلو صحت روايتها فهى الأن من زوجات كبار رجال القرية، تنحنح بحرج حين استحثه حمدى على الحديث سريعاً وقال بخفوت متأدب :- الست شموع عاودت البلد

جحظت مقلتى حمدى وطلت نظره مشتعلة منهما ومحسن يواصل الحديث وهو يحملق فى وجه حمدى الذى تجهم واكفهر غضباً :- ومعها ولدها الصغير ... عيل ابن شهور جليلة

اكتفى محسن بما قاله خوفاً من بطش حمدى الذى تشنج فكه بعصبيه وجز على أسنانه ثم أدار محرك السيارة وأنطلق بها مسرعاً ومخلفاً سحابة غبار من خلفه أثارت سعال محسن الذى عاد نحو الرجال أمام محله الصغير ولمح قائلاً :- خدتوا بالكم وشه جلب كيف لما چبت اسم شموع جصاده

أومأ أحد الرجال إيجاباً وقال مؤكداً وهو يرفع سبابته فى الهواء :- والله تلاجى كلام شموع صُح .. ما هو حمدى طول عمره عينيه زايغة وسمعته معروفة أنه بيتچوز كَتير حتى مراته الأولانية طفشت منيه بسبب الحريم

ساهم الرجل الثالث فى الحديث يشهد بما رآه من أخلاق الفتاة التى نشأت وسطهم :- الشهادة لله شموع طول عمرها ديلها طاهر وسمعتها كيف الألماظ ... تلاجيه لاف عليها والزن على الودان أمر من السحر

سحب محسن كرسى خشبى جلس فوقه ودعى الرجال للجلوس وأدلى بدلوه فى الأمر يستنتج ما حدث :- وليه ما تجولش أن حچازى أچبر البت اليتيمة بت مراته تتچوز حمدى .. ما هو طول عمره بيعشج الجرشنات

أومأ الرجال مؤيدين للحديث وقد أقتنعوا برأيه ومالت رؤوسهم تتابع الطريق حيث اختفت سيارة حمدى

*****************

وصلت نرجس ركضاً حسب قدرتها إلى مضيفة السمرية على أطراف البلدة مع صبحية التي كانت مهمتها التوجه إلى نرجس وتوضيح الأمر لها والانتظار معها حتى تصل شموع بصحبة جارحي ولكن تبدلت الأمور بعد مهاجمة أهل القرية لشموع على غير المتوقع بعد أن ترسخ فى عقولهم ما أدعاه حمدي مسبقاً عن هرب شموع بصحبة أحد الرجال الأغراب وأتهم والدتها بالجنون مما دعي حجازي الذي يؤازره بإعلان موت شموع ليضمن صمت نرجس التام ولم يظن أيا من الرجلين أن شموع ستعود يوماً ما خاصة بعد هربها من الموت على يد حمدي

نهض محروس الذى يجلس على درجات السلم الأمامية للمنزل حين وجد صبحية ونرجس تتجاوزان البوابة الخارجية وهما تلهثان وتستند كلاً منهما على الأخرى

فلم تطيق نرجس الانتظار منذ علمت بعودة ابنتها خاصة بعد أن وصلها ما حدث لها من مهاجمة أهل القرية فخرجت تهرول فى الطرقات وصبحية تتبعها حتى وصلتا أخيراً، رفعت نرجس كفها نحو محروس الذى هبط الدرجات القليلة الفاصلة نحو الحديقة ليستقبلهما والتقط كف نرجس بين يديه يحاول أن يسندها وهى تهتف فى وجهه برجاء :- بتى يا ولدى ... بتى

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن