الفصل الثالث: اللعنة... ليس مجددا

79 7 1
                                    


-"إيما... إيما...(صراخ)... أيتها الغبية... ليس ثانية...(تسحب شعرها بينما تجرها إلى غرفة ما)... فلنرى إلى متى ستستمرين في حماقاتك هذه... لم لا تتعلمين من عقوباتك...(صفع ودفع إلى داخل الغرفة)

كانت سيدة بشعر أحمر ناري في أواخر الثلاثين... وقد أغلقت الباب خلفها... أما الفتاة التي حبستها فكانت إيما في سنتها الثالثة عشر... كانت ترتعد وتصرخ بأعلى صوتها:

-"لا... لا... أنا آسفة أمي..."

كانت حرفيا ترتجف وكأنها في وسط قارة قطبية... لكن كل ذلك لم يكن سوى خوفا لعلمها من ينتظرها هناك...

كانت غرفة صغيرة جدا وضيقة... ولكنها مظلمة جدا جدا... هي كغرفة مخزن في أحد المنازل الفخمة نسبيا...

هناك جلست إيما وجمعت ركبيتها ووضعت رأسها بينهما بينما يديها فوق هذا الاخير... وكانت تهمس بشكل متكرر:"آسفة... آسفة... آسفة..."

أما عينيها فلا تبديان سوى الخوف من القادم... فجأة توسعت قدحيتاها العسليتان وخرجت شهقة عندما انسلت يد من ذلك الظلام الدامس تمسك فمها بإحكام ويد أخرى تلتف حول خصرها... هل هو؟ مجددا؟ ذلك اللعين لا ينفك عن هذه التصرفات... إنه الشيطان بحد ذاته... هل يعقل أنه بقي منذ الصباح ينتظر قدومها إلى غرفة السجن هذه؟؟

و فجأة وضع ذلك الشخص القابع خلفها رأسه على كتفها وهمس في أذنها:

-"عزيزتي... ها أنتِ قد أتيت مجددا..."

وبسحبة سريعة وعنيفة منه رفع كلتا يديها إلى الأعلى... وأسندها على الأرض ليصبح بذلك فوقها... أمسك كلتا يديها بيد واحدة... أما يده الثانية فقد كانت تتلمس وجهها وجسمها وكأنها تحفظ كل إنش منه...

بدأ وجه ذلك الشخص يقترب منها... قليلا... قليلا بعد... ثم الشفاه كذلك... قليلا... أكثر... وأكثر... وأكثر... فهمست له بصوت مرتجف:

-"أخي... لا تفعل..."

نهضت ذلك الصباح وهي تتصبب عرقا... ما كان هذا بحق؟ كوابيس ذلك الجحيم مازالت تطاردها... كانت تلهث والدموع تتساقط الواحدة تلو الأخرى... إلا أنها أسرعت بمسحها حين سمعت صوتا قادما من المطبخ

اتجهت إلى هناك كذلك بغية شرب كأس ماء يشفي غليها و يفرج فؤادها... كانت ترتدي سروالا قصيرا جدا... مع قميص أزرق فضفاض لم يكن يظهر السروال من شدة طوله...

فتحت الثلاجة وأخذت القنينة... حملت الكأس لتشرب...

-"هل كان كابوسا سيئا لهذه الدرجة؟"

كان صوت مايكي الذي على ما يبدو أنه يطبخ...أماءت له برأسها... وتفاجأت قليلا فهي لم تلاحظ وجوده في البداية وظنت أن الجدة من كان مصدر الصوت... وأكمل هو ما كان في صدد قوله:

-"لقد خرجت الجدة في الصباح متعجلة إلى أحد الأقارب... وطلبت مني القدوم إلى هنا باكرا...هل مهاراتك في الطبخ فظيعة إلى هذه الدرجة؟" (بسخرية)

جسد بلا روحWhere stories live. Discover now