الفصل الثاني و العشرون : اليوم الموعود.

Start from the beginning
                                    

عيناها مزينتان بكحل عربي ثقيل أبرزهما أكثر و شفتيها ملونتين بأحمر الشفاه القاني.
أما شعرها الأسود المموج فكان منسدلا يتجاوز منتصف ظهرها بقليل و قد وضعت طوقا من الورد الأبيض و الأحمر على رأسها.
ثم جاءت الإكسسوارات المتمثلة في أقراط ثقيلة ذات تصميم غجري و سوار ذهبي و خلخال في قدمها ..

و رغم إستغرابه من عدم شراء خاتم زواج من الأموال التي قدمها لعمها لكي تضعه في إصبعها إلا أنه تجاوز ذلك مفكرا بأنها ربما خجلت من شرائه دون أن يكون هو معها.

و إختار أن يستمر بتأملها ، لم تكن مريم شديدة الجمال لدرجة الفتنة و ربما ستكون عادية في عيون غيره لكن عمار إنبهر بها منذ أول مرة رآها و نجح في الحصول عليها.

حمحم و مد أصبعه يرفع ذقنها بلطف ، فقابلت عيناه خاصتها ليبتسم هامسا :
- خايفة ؟

هزت رأسها تنفي صحة سؤاله رغم جزمه بحقيقته ثم في لحظة تحولت ملامحه الساكنة إلى أخرى قاتمة عندما ردد بخشونة :
- اسمعيني يا مريم انتي و أهلك كنتو عارفين ايه هي شروطي في الجوازة ديه و وافقتو عليها و أنا مجبرتكمش على حاجة.
الشقة ديه بتاعتك من النهارده اعملي فيها ما بدالك بس لازم نتفق على كام نقطة الأول.

بلعت مريم ريقها بهلع من تغيره هكذا و احتشدت أنفاسها بترقب منتظرة ما سيقوله بينما تابع هو :
- انتي دلوقتي مراتي على سنة الله و رسوله عايزك تفهمي كلامي كويس دلوقتي عشان نقدر نتفاهم مع بعض.
أول حاجة أنا الآمر الناهي في العلاقة ديه اللي بقول عليه بيحصل ومن غير أي إعتراض كمان ...

و طفق يملي عليها تعليماته حول كيفية التعايش معه ليسعدا مع بعض ، و لم ينتبه إلى نبرته وهو يتحدث لذلك أكمل بشيء من الحدة :
- انتي هتسمعي كلامي و تنفذيه بالحرف و أنا في المقابل هحترمك و أعاملك كويس و أوفرلك كل اللي بتحتاجيه مهما كان أوعدك مش هتتأذي طول ما انتي معايا و هتعيشي حياة محلمتيش بيها ..... موافقة ؟

اومأت بصمت فشدد عليها عمار بصرامة :
- عايز اسمع صوتك.

أخيرا همست بتلعثم :
- م ... موافقة حضرتك.

همهم برضا و هنا إتخذت لمساته مسارا آخر ، بدأ يمرر أصابعه على وجهها إبتداء من عينيها و رموشها ثم وجنتيها نزولا إلى شفتيها.
إرتفعت نبضات قلبه و إهتدجت أنفاسه من شدة الرغبة بها مع ملاحظته لتجمدها الغريب أثناء لمسها لكنه فسر ذلك بالخوف و التوتر.

فأدخل أصابعه بخصلات شعرها الغجرية يداعبها و نزل يقبل وجنتها هامسا :
- أنا مستني اللحظة ديه بقالي كتير.

تزامن كلامه مع خلعه لجاكيت الفرو الخاصة بها و عندما كاد يحط شفتيه على شفتيها تفاجأ بمريم تشهق و دموعها تنزل بصمت.
أجفل عمار و إبتعد عنها لكي يسألها عن سبب عبراتها ولكنها إنتفضت و بدأت تجهش في البكاء بصورة غير طبيعية أذهلته فحاول تهدئتها مرددا :
- انتي بتعيطي كده ليه يا مريم ايه اللي حصل.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now