21

5.3K 398 319
                                    









لقَد كانَت اسبوعَين مُنذُ تِلكَ الليلَة
لا أحَدَ مِنهُما رأى الآخرَ بعدها، فجيسونق الذي عادَ لِسقيفَةِ والِدَتيهِ وحيدًا كانَ قَد نكث حديثَهُ بالبقاءِ جانِبَ الأكبَرِ طِوالَ الوَقت

هوَ حصل حينَ بُكاءِه على إعتذارٍ مِن مينهو
يُخبِرُهُ أنَهُ آسِفٌ لِكَونِهِ كانَ أنانيًا ولَم يُراعي مشاعِرَه

لَكِن جيسونق لَم يحتَج إعتذارًا
لَم يحتَج إحساسَ مينهو بالذَنبِ والأسَفِ علَيه هكذا

جُلَّ ما أرادَهُ هوَ تخَطي مشاعِرَه ونسيانُها تمامًا
فهيَ كانَت تؤذيهِ أكثرَ مِمّا تُسعِدُه

لِذَلِكَ هوَ بقيَ بِسقيفَةِ والِدَتيهِ طِوالَ فترَةِ التَرميم ولَم يذهب للمشفى مِن ذَلِكَ الحين، عزلَ ذاتَهُ حتى حانَ وَقتُ العودَةِ للمَقَّرِ المُشترَكِ بعدَ إنتهاءِ تَرميمِهِ أخيرًا




عيناهُ كانَت تَنظرُ للأكبَرِ الذي كانَ يَقِفُ خلفَ زعيمَتِه، آركين كانَت قويَّةً وعنيدَةً كفايَة لِتَرفُضَ البقاءَ بالمشفى والحُزنَ على مَصيرِها المَحتوم

لِذا هيَ عادَت للعمَل ومينهو لَم يُغادِرها لأكثَرِ مِن خَمسِ ثوانٍ، لطالما كانَ كَظِّلِها ولَكِن الآنَ..هوَ كانَ أسوأ مِن ذَلِك

أعيُنهُم أوشكَت الإلتقاءَ بنظرَةٍ مُشترَكة، لَكِن جيسونق كانَ سريعًا بالنَظَرِ بعيدًا قبلَ أن يُصادِفَ عينيّ الأكبَر

يُكمِلُ سيرَهُ للساحَةِ الخارجية وحَيثُ ملاذُهُ الآمِن لِتصفيَةِ ذِهنه، هوَ ذهبَ للإسطَبلِ ليأخُذَ فرسَهُ روينا بِجولَة

يرى حينها أكراسيا، فرَسُ مينهو

ويتذَّكرَ عِندما حاولَ مُلاطفتها للمرَةِ الأولى وكيفَ أنها نفخَت بِوَجهِه وأستدارَت عنه، وحينما كانَت إلى جانِبه عندما لَم يعلَم كيفَ يَنزِلُ عَن روينا وخافَ على حياتِه مِن رَكلَتِها أو عِندما أمرَهُ مينهو بتَنظيفِها لَكِن عِوضًا عَن ذَلِك هوَ هرَبَ تارِكًا إياها غارِقَةً برغوَةِ الغَسولِ والماء

جميعُ هَذِه اللحظات، أحتوَت مينهو بِها
ولَم يَعي ذاتَهُ عِندما إبتسامَةٌ ذابِلَة حطَّت على شفتَيه

يَخرُجُ مِن شرودِهِ بالذكرياتِ عندما أحَسَّ بأنفاسٍ حارَة وأنفٍ يُحشَرُ بِوَجهِه، ومَع ملامِحَ مُتقَزِزَة هوَ نظرَ للفاعِل

لَكِن سُرعانَ ما وَسَّعَ عيناهُ عِندما هيَ كانَت أكراسيا
كانَ مُتفاجِئًا للحُصولِ على مِثلِ هذا الفِعلِ مِنها، فحسبَ حَديثِ مالِكها هيَ ستُرديهُ قَتيلًا بثوانٍ إن حاولَ الإقترابَ مِنها

Lētālis | msWhere stories live. Discover now