الفصل الثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

انضم للنقاش رجل أخر وكان حضر الصلح مع عدلى أيضاً

:- عدلى هو الكبير وبالصلح اللى عمله حمانا كلاتنا ... ومتنساش إنه كان شايل كل حاچة فوج أكتافه وكفاية اللى حُصل لولده وحفيده

أعتصر سعيد رأس عصاه الفضية غيظاً، لا يريد جدالاً إنما يرغب فى خضوع تام ليحصل على ما يريد ويشبع رغبته فى السلطة والتسلط لذا صاح بعصبية واضحة

:- لكن كبرات العيلة مش موافجة على الصلح وكان واچب يخضع لكلام المچلس ... وسبج وخالف مچلس العيلة وماخدتش التار من ابن البدرى

مسح خليل على ذقنه البيضاء بتفكر وهو أعلم بشخصية سعيد كثير الكلام وقليل الفعل ثم تساءل ببراءة مصطنعة

:- أمممم .. وأنت بجى أخدت الزعامة منيه لاچل ما تاخد بالتار من ابن البدرى ولا بدك تحل عجد الصلح ونرچع نعادى ولاد أبو إسماعيل

رفع سعيد حاجبه كاتماً غضبه داخل صدره فهو لن يخوض فى هذه الأمور ولا يهمه أى ثأر وكل ما يهمه الهيمنة الاجتماعية والمالية على الجميع، تنحنح بخفة ثم قال بتعجرف

:- لاه مش هعمل إكده كرامة لاخوى عدلى .. خليص هنهمل الماضى ... أنا هفكر فى المستجبل لازمن نوسع أراضينا ونزود سطوتنا فى البلد

سرت بعض الهمهمات فى الجلسة بينما حملق خليل فى وجه سعيد بنصف عين وسأله باستفهام

:- كيف يعنى يا سعيد ... غرضك إيه؟

مرر سعيد نظراته الواثقة على الجميع بابتسامة خفيفة ثم قال بحماس وهو يشير إلى ابناءه بيد والأيد الأخرى لم تفارق رأس العصا

:- أول حاچة ولادى ناصر وحمدى هيشرفوا على زرعتنا وناصر هيچيب عروض تچار چديدة بأسعار أعلى ... لكن لازمن الأول تسحبوا التوكيل من فاروج

انطلق لسان أحد الحضور ساخراً

:- حمدى!! ... وهو حمدى بيفهم فى حاچة غير الحريم

سرت الضحكات الساخرة بين الجميع بينما نفرت أوردة حمدى غضباً وتلون وجهه بلون أحمر قانى واندفع بحمق يدافع

:- أنا بفهم فى كل حاچة أحسن من أى مخلوج

تجهمت بعض الوجوه مستنكرة، كيف يرتفع صوت رجل فى سن حمدى بهذه الوقاحة بين مجلس الرجال خاصة فى وجود والده الذى يدعى الزعامة، دق سعيد بطرف عصاه فى الأرض وقال باقتضاب

:- حمدى خليص هيخطب بنت الحاچ عويس أكبر تاچر غلال فى (مغاغة) وكل همه من إهنا ورايح هيكون فى شغله وبس

تساءل أحد كبار الرجال مستفهماً

:- معنى حديتك ديه أن ولاد عدلى هيهملوا مساعدتنا فى الأرض

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن