the end of it all

Start from the beginning
                                    

صمت قليلاً بينما هو ينصت لي بعناية و صدره يعلو و يهبط  و بدأ يشعر بالصدمة ثم أكملت

" بعدها علمت ان هاري انتحر غارقاً في المحيط و هذا جعل رأسي يدور ...من هذه الفتاة و لماذا حكى لي ذلك ؟"

" هل هذه الفتاة أنا؟ لقد أصبت بحادث منذ سنوات و فقدت الذاكرة لبعض الوقت ...لكنني لم أتذكر شئ مما كتب و هذا جنوني! "

قلت لتهبط دمعه من عين زين ثم اخذ الرسالة و فتحها يمر بعينه على أوراق الرسالة يقرأ ما كُتب سريعاً و فجأة انهار على الأرض بالبكاء قائلا

" لم تكن فتاة بالأساس...كان أنا "

اتسعت عيناي و شهقت بقوة واضعتاً يدي على فمي!

زين ! هذه الذكريات و الخطاب كانت لزين !

" أنا اسف هاري ... أسف لم أعلم انهُ يؤلمك بهذا الحد "

قال مكرراً و هو يحمل الرسالة بين يديه ، هو لم يقرأها كلها لكن لاحظت ان بيده ورقة صغيرة كانت في قبضة يده لقد سقطت من يده

أمسكت بها لكن لم افتحها و جلست بجانبه احاول ان أربت على ظهره برفق لكن هو في ألم عميق ، الدموع كالشلالات تنهمر في صمت و كأن ما قلتهُ قتلهُ مرة اخيرة

أمسك بالرسالة مرة آخرى و هُنا بدأ يقرأ ببطئ يتفحص كلمات حبهُ الوحيد بعناية ، ظللت بجانبه طوال الوقت ..كان يبتسم تارة و يعبس تارة

كان يتنهد كثيراً كأنه يريد حبس دموعه لكنها تهزمة و تنزل على وجنتيه

و في آخر صفحة عند آخر فقرة لم يتحمل و بكى اكثر ...

" هذه الرسالة لي ... أراد ان تصل لي بطريقة لا تجرح كبريائه ، لكن هذه القصة غير مكتملة..." قال لي

" إذا أردت عدم التحدث و تكملة القصة حقاً لا أريد السماع فأنا علمت ما يكفي بالفعل.." قلت له

قال لي" انا حقاً لا أهتم حتى لو أخبرتي الصحف كلها بحقيقة الامر لقد ضاع الوقت بالفعل و أصبح متأخر للغاية... هاري كان اناني و جرحني لكن جزء مني دائماً كان يرغب بمسامحته و العودة لهُ ... لكن أنا أيضًا كبريائي قد جرح و لم اتخطاه مثلما لم يتخطاني لكنه كان ينجح كل يوم ...."

تنهد قليلاً يحاول تجميع شتات نفسهُ ثم قال " لقد كان يؤلمني انهُ نسى بهذه السهولة فبعد ما تركتهُ  أقسمت على عدم العودة و بالفعل رحلت لكنني لم أعلم أنهُ حتى بحث عني أو ترك لي رسالة فهي لم تصل لي قد! ، لقد عاش حياته أو هكذا تبين لي ، شعرت بالخذلان و الألم فقررت الامضاء قدما ، لقد تقابلنا بعد الكثير من السنوات و كُنت قاسي معه و  كانت كلماتي باردة أعترف لكن تحت هذه الحروف القليلة كان هناك اشتياق...كنت اريد معانقته و تقبيله...و ها أنا اعانق قطعة منه لكته ليس هنا بعد."

ذلك هو الوقت الضائع الذي يتحدث عنهُ الآخرون ، و هذا هو الندم لكن كما قال هاري لا شئ اصبح كما في السابق و لن يكون.

مازلت امسك بيدي الورقة التي كان يحملها زين ، نظر لها ثم قال باكياً

" هذه كانت إحدى رسائلي التي خشيت أن يقرأها ، أنا لم أحب سواه و لن أحب سواه .."

أمسكَ الورقة و نظر إلى القبر ثم بدأ القراءة كأنهُ يتحدث مع هاري ..

"لقد اشتقت لك بِشدة ، اشتقت إلى احاديثنا مهما كانت قصيرة و اشتقت إلى نظرتك في الحياة حتى و إن كانت ليست سارة ، أحياناً...لا كثيراً من الوقت اتحدث إليك في خيالي و اتخيل الكثير من المواقف و ماذا سيكون رد فعلك حينها ... أشتاق إليك إلى ذلك الحد الذي يجعلني اكتب لك كل ليلة ثم امزق الأوراق لأنك لن ترى كتابتي لك ...لانك لست هنا ، انت تعيش حياتك مع الأشخاص الذين تحبهم و انا هُنا بالكاد انجو بذكرياتنا سوياً

لكنني ادركت انكَ احببتني في عقلك أكثر مما احببتني في الواقع ، اتعلم ما المحزن؟ انكَ لم تكن ملكي من الاساس حتى اخسرك ، لقد تمنيتك في كل ليلة القمر بها مكتمل لكن حتى القمر لم يريدك معي
عادة كلما اتذكر ذكرى جيدة يزداد حنيني و شوقي لهذه  الذكرى و تزداد قيمتها لدي ، إلا ذكرياتتا سوياً لا اعلم هل جرحك لطخ ذكرياتنا سوى فأصبح الألم يسود كل الذكريات ، لطالما كنت أنت مختلف في كل شئ لذلك عندما حاولت نسيانك وجدت انك حتى في النسيان مختلف ، أنك لا تزول و لا تختفي لكنك باقي في عقلي ، أراك و أرى جرحك لي في كل شئ

لقد مر زمن و على الرغم من ذلك مازلت انتظرك في الرواق لتعود لي لكنك لم و لن تفعل.

كم تمنيت ان نحظى بالكثير من الاشياء لكنك بعيد و لن تقترب...لقد تعبت هاري، هذا يرهقني كثيراً و يؤلمني ، ياليتني ما قابلتك...ياليتني .. "

هذه كانت رسالة من زين إلى هاري لكنها لم تصل لهُ قد ، زين مازال يبكي بجانبي و أنا هُنا انظر إلى كلاهما .

لقد فرقتهم الأيام و جمعهم الندم ، لقد كان متأخراً أعتذارهما للغاية ، كبريائهم كان أقوى لكنهُ لم يعطيهم السعادة و الآن انا انظر إلى رجل محطم بالكامل و آخر فقد حياتهُ لأنهُ على الرغم من تحقيق النجاح لم يحصل على ما أراد أبداً.

بعد ذلك اليوم أدركت الكثير من الأشياء و بدأت في إنتهاز الفرص أكثر ، لا أريد أن أشعر بذلك الندم و أصبح هذا درس من القدر ليعلمني أن أعيش جيداً.

مرت الأيام و السنوات نشأت صداقة قوية بيني و بين زين ، و هو أصبح افضل ليس فقط لنفسهِ و لكن أيضاً لهاري.

لقد أشترى زين بيت هاري القديم و عاش هُناك و احتفظ بالكثير من أشياء هاري فكان يبحث عن أي قطعة منهُ ليعانقها .

و ها أنا أجلس في إحدى حفلاته اسمع صراخ المعجبات متحمسون للأغنية القادمة  فهي مميزة للغاية .

" في ظلام المحيط و بين النجوم وجدتك هذه hunger "

قال زين و سرعان ما تعالات الصراخات ثم أشعل الجميع شمعة بينما انطفئت الأضواء و ذلك تقليد يفعله المعجبون عندما يغني زين هذه الأغنية.

لم يعلم اي أحد لماذا يفعل ذلك لكنني أعلم جيداً ان هذه الاغنية و هذه الشموع لشخص واحد فقط .

It was too late ..too late to apologize
Too late to talk and to understand
Too late to love you the way you deserve

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 05, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Too late.Where stories live. Discover now