أخذت ترتجف يدها الممسكة بالزجاجة من ثم استنشقت نفسا عميقا عله يكون آخر نفس بحياتها.... أغمضت عينيها لتشعر بالألم الشديد على موضع يدها لتجد ان الدماء ملئت يدها و أرضية الغرفة.... لحظات من الخوف والوهن لتقع طريحة على الأرض لا ترى غير الظلام الدامس.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تلك الجميلة تتلملم في الفراش دليل على استيقاظها بنشاط... اعتدلت في جلستها لتجد السرير فارغا بجانبها لتعلم ان الملك هو أيضا تجرع بعد الحماس فاستيقظ مبكرا لإنهاء أعمال المملكة و تدريب الجنود و استعدادهم للحرب.

نزلت إلى الطابق السفلي تدور بعينيها على ذلك المزعج الصغير لتسأله عن طريقة مجيئه من مملكة السماء.

ذهبت لجناح الخدم و الطباخين فلم تجده... ذهبت لجناح الوزراء و زوجاتهم و أولادهم فلم تجده أيضا.... لقد دب الرعب قلبها.... "ترى أين ذهب. .... هل رجع لمملكة السماء أم ضاع أم... إلخ" ألف سؤال دار بعقلها بعد كللها من البحث عنه لتخرج إلى الحديقة و ما ان لم تجد له أثر.... جلست تحت شجرة التفاح الكبيرة في منتصف الحديقة الخلفية التي أصبحت مقر تدريبها.

كانت تشعر بالحزن على كونه ذهب من دون ان يخبرها حتى و كيف ستتصرف بدو... قطع حبل أفكارها تلك التفاحة التي سقطت على رأسها لتؤلمها... توجهت ببصرها للأعلى سريعا لتجد ذلك المزعج الصغير يجلس فوق الشجرة بكل هدوء العالم.... يفرد جناحيه الكبيرتان بأريحية كبيرة بينما تعتلي ملامحه ابتسامة شامتة على حالها.

شعرت بالغضب والفرحة في آن واحد ولكنها تغاضت عن جزء الفرحة هذا لتفرد جناحيها بسرعة و تقذفه بتلك الهالة المائية التي كونتها بين يدها من نافورة المياه الكبيرة.

مر وقت كبير و هما يلعبان مثل الأطفال... هي تقذفه بالماء و هو و بسرعة و مهارة يتفادها.

لحظة و توقفا فجأة و هما يوجهان نظرهما لتلك الحجرة الصغيرة التي قذفت من فوق الجدار لتبثت الأخرى عينيها عليها بترقب.

اقتربت ببطئ تتناول تلك الحجرة الملتف حولها ورقة صغيرة بشريط أحمر صغير.

كان محتوى الورقة "أهلا أيتها الملاك الهزيل..... لا أنكر لكي مدى سعادتي كونكِ من تكونين المنشودة و لكن يا اسطورة زيوس الصغيرة إن لم تأتي لقصري بعد ثلاثة ساعات من الآن ستحزنين كثيرا على صديقتك التي تحتضر و عائلتها الكريمة"
                       *جحيمك إدوارد ريكاردو*

ما ان قرأت محتواها حتى اسودت عينيها و ابيضت عروقها بينما كورت تلك الورقة بغضب شديد و رمتها بعيدا..... لقد أعلنت السماء حربها مع الغيوم و الرعد بينما اختبئت الشمش من كبد السماء معلنة عن خوفها من القادم من ثم أسدل الظلام ستائره.

اقترب منها مارتن بقلق يسألها "أنجل... ما الذي حدث... وما تلك الرسالة؟!" تسائلها بقلق شديد و هو يرى عينيها التي تشع شرارا و شعرها الطويل المتطاير حولها مع جناحيها شكلوا منظرا يقشعر الأبدان.

الملاك الساقط || fallen angelWhere stories live. Discover now