لم يكن احد في ذلك المكان، كما دوما، وحده الفتى الاشقر

ضم يديه معا و من ثم بدأ الحديث "يسوع المسيح... لست اتحدث و لا اشتكي... لم اطلب يوما منك او اترجاك.... لم ارد ازعاجك... لكن اليوم انا حائر و خائف.. اريد المشورة منك" اضواء ملونة تقع على البلاط، و كان جزء منها ينير يداي الفريدو

"يسوع المسيح... سيدة مريم العذراء... وقعت في شيء و لا ادري ان كانت خطيئة لا تغتفر" نظر نحو المذبح "لقد احببت" ابتلع، "الهي... انا لم اخض هذا من قبل... انا احبه يا ربي... انا واقع في حبه و لست اقدر على مفارقته او النظر اليه بغير ذلك" نظر للبلاط، ابتسم متذكرا وجه ىوميو المنير "يسوع المسيح... و هز ايضا يفعل"

انتضر قليلا، يجمع افكاره و يرتب الكلمات بين شفتيه و على لسانه قبل ان يعود للحديث، "هل انا اقع في الخطيأة... سيدة مريم... امي... هل انا واقع في ذنب لا يغتفر"

نظر لتلك التماثيل، لم يكن احد يعطيه شيئا، على غير العادة ليس هناك هدا، نزلت دمعه واحدة من احدى عينيه، كانت تصنع خيطا على وجنته، قبل ان تنساب دموع اخرى

"الهي.... الله... دربي... يسوع... المسيح.... مريم.... العذراء.... عيسى.... القداس الاثنا.. دعشر... اجيبوني... بحق الانجيل و من رفع السماء.... بحق كل شيء عظيم امنة و امن به... بحق دمائك الطاهرة ايها المسيح... اجبني" كان يبكي، ينتحب بينما يريد ان سمع جوابا يريده، يريد ان يخبره الله ان ذلك ليس بخطأ، ليس خطأ انه يحب فتا.

لكن لا يزال هناك صما فقط، مسح دموعه، ترك بضع شهقات تخرج منه قبل ان يعود للتوسل "ايها المسيح... يا روح الابن... لست احب سخصا اخر... انا فقط اريد ذلك الفتى.... اريد ان اكون معه... لست اريد اخر... و لن احب اخر... اقسم"

"الفريدو" كان صوت روميو يتردد بداخله بينما يعض شفته كي لا ينفجر من جديد في نوبة بكاء

"بني" كان صوت القسيس دافئا، لم يكن القس يفسد عادة تأملات الفريدو، فقط يظل يحدق اليه من مكانه، بينما نور خاص يضيء وجهه، كان مغرما بذلك النور، كما لو كان الاشقر قديسا

احب دوما النظر نحوه، بينما ايمان الاشقر كان يتذبذب كي يلامس جلده و قلبه، و اليوم هو قد سمعه و لاول مرة يتحدث

اراد المغادرة، لكن الفضول قد غلبه ليبقى و يستمع، يريد ان يعرف ما قد يريد قوله الاشقر، يعلم ان ذلك ذنب، لكن لم يستطع ان لا يفعل

فوجأ من حديث الفريدو، لكه ذلك النور لم يخفت ابدا، ظل يشع، و رغم الذنب العظيم الذي كان يحادث به الرب، كان هناك ضوء يحيط به لا يخمد، ليدهش من نقاوة الاخر

ميلانوWhere stories live. Discover now