✋☝

1.2K 89 106
                                    

سان بابيلا

كنيسة بابيلا العتيقة و الجميلة، مجرد بيت رب متواضع صمم باحترافية و بمبالغ ضئيلة، لم تكن البلاد تمتلك الكثير على ايت حال

لكن الفريدو كان مغرما بتلك الكنيسة، الفريدو كان روحيا، نغرم بكل مكان وجد للرب، لن يقول انه مسيحي، لن يقول انه يهودي، لن يقول انا مسلم، هو ليس مستعدا لختار ديانة، او يخوض حوارات فلسفية و ميتافزيقية من اجل من هو الدين الحق

لكنه رغم ذلك كان روحيا، يؤمن بالله، ان هناك خالق و هو من يوجهه

لم يملك غير دخول الكنيسة، والديه كانا كثولكيان، لذلك هو كان كثيرا ما يدخل الكنائس منذ الصغر

يجلس يتأمل، يحدق للمذبح بينما يرى جسد المسيح الممثل معلقا على الصليب، كان روحيا

روحيا، يحدق لمريم العذراء، تضم يديها في خنوع، والدة المسيح المبجلة و الجميلة، مع ثيابها و غطاء راسها الطويل

يعش ان يمضي كل وقت فراغ في الجلوس بالصف الامامي و يحدق فقط لانعكاس الوان الفسيفساء على المذبح، و لون الشموع الذي يضيء المكان

عندما يكون هناك يصبح روحا، يتجرد من ماهيته و يسبح بطاقة ايمانه، لم يكن يدعو الرب، لم يكن يرجو من الرب، لم يكن يبكي للرب او يتشكى، هو لم يكن يتحدث

هو فقط كان يتلذذ بطعم جميل في فمه، يخيل اليه احيانا ان شفاه تمثال المسيح تتحرك لتخبره باشياء كثيرة، تباركه على حياته

كنيسة سان بابيلا، ان كان سيرغب يوما في الاحتفاظ بشيء فسيكون تلك الكنيسة الجميلة

عندما وقع في حب الفتى الملائكي، عندما علم كم يعني له روميو، كم يذوب تحت ابتسامة الاخر و يرقص قلبه عندما يطوف حوله، هو اراد ان يتحدث لاول مرة

اراد ان يشارك الرب ذلك، بعقل طفل، هو لم يعلم، لم يخبره احد عن ان ذلك خطيئة لا يقبلها الرب ابدا

لم يقرء روايات الاولين، و لم يسمع عن قصة لوط، لم يكن يفهم الكتاب المقدس كله، و لم يكن ينتلك لسوء الحظ واحدا

دلف الى الكنيسة، كان قلبه ينبض، يريد الحصول على مباركة سيدته مريم العذراء، و قبولا من يسوع المسيح

جلس في الصفوف الاولى، و على غير العادة، كان نور الشموع خافتا، لا تضيء وجه يسوع ليرى جمال المخلص

كان مرتعبا لذلك و شحب وجهه، لكن طرد تلك الافكار و اراد ان يتحدث، يعلم ان المخلص سيستمع له

ميلانوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن