"أنتي ظالمة.... كنت سأذهب لأي مكان.... لما اخترتي حبسي بالغرفة؟!" قالها بضجر للأخرى.

"أتراني حمقاء لتلك الدرجة... أنا أعرف أنك مشاكس... وقد تفتعل أي شئ يكشف حقيقتنا" قالتها

"على الأقل كنتي ضعيني بجناح الخدم... كنت سألهو معهم" قالها بعتاب للأخرى.

"يكفي... حصل ما حصل... هيا اخرج أود الحديث معك" قالتها بجدية وهي تنظر له.

ذهب معها لمكان في زوايا القصر من ثم جلست على تلك المنضدة وهو جلس أمامها ينتظر بدء الحديث.

"مارتن... أريدك انا تخبرني أكثر عن مملكة السماء... ما طباعهم و عاداتهم و أناسهم؟!" أخذت تتسأله بحيرة و جدية.

"و أيضا أريد أن أعرف عن الملكة فيكتوريا" أكملت كلامها و هي تبلع ما في جوفها.

صمت قليلا ليجيب بجدية، بينما ينظر لها.
"حسنا سأخبرك... هم جميعا يشبهون بعضهم من حيث البشرة و الشعر و أيضا هم يمتلكون قلوب طيبة و دافئة لم يلوثها العرق البشري.... نحن جميعا نمتلك قوى.... ولكن كل شخص منا حجم قوته ليست مثل الآخر... مثلا أنا قوتي كبيرة رغم صغر سني لذلك عينوني قائد للجنود و الأطفال الصغار الذين لم يتدربوا على قوتهم بعد... أنا اقوم بتدريبهم... كذلك هناك من يمتلك قوى صغيرة جدا.... أما الملكة ڤيكتوريا هي أكثر ملكة طيبة و حنونة و عاطفية اعتلت عرش مملكة السماء.... لقد كانت أميرة والدها الوحيدة المدللة... لكنها عصت والدها و أحبت شخص من عامة الناس و اكتشفت أنها تحمل طفلة في أحشائها و استعانت بساحرة من الأرض لنقل الطفل لأحشاء سيدة ما... كل هذا و لم يعرف والدها... لكنه عرف بعدها بمدة قصيرة... شعرت فيكتوريا أنها فعلت فعل خاطئ لأنها تخلت عن ابنتها و لأنها خرقت قوانين الآلهة عندما استعانت للأرضيين... و بالأخص انها استعانت بساحرة... من بعد ذلك... عندما علم والدها بهذا الشئ الشنيع أجبرها أن تتزوج من الوزير دانيال و أنجبت طفل واحد آخر" أنهى كلامه و هو ينظر لتلك المتجمدة التي لمعت أعينها بالدموع.

"أنچيل... هل أنتي بخير؟!" قالها بتساؤل للأخرى.
"مارتن... لقد تخلت والدتي عني... وأنا أيضا لدي شقيق لا اعرف عنه شئ" قالتها بحزن شديد بينما دموعها التي أخذت مجراها على وجهها... عبرت عما بداخلها.

لقد حزن لأجلها كثيرا و أشفق على حال تلك الملاك الصغير الذي عصف القدر بحالها و غير معالم حياتها البسيطة إلى أخرى مليئة بالتساؤلات و العقد و المسؤوليات.

تنهد بضيق على حالها، يود اخبارها كثيرا أنه يكن لها الكثير من الدفء و الحب و مشاعر أخرى.... و لكن هذا ليس الوقت المناسب.

"أنچيل لقد كانت صغيرة و لم تقصد بذلك... هي لم تعرف معنى الأمومة إلا عندما تخلت عنكي.. لقد أعماها الحب... و هي الآن تود رؤيتك أكثر من أي شئ... انها نادمة و مشتاقة لاحتضانك كثيرا" قالها بصدق و تأثر لتك الباكية.

الملاك الساقط || fallen angelWhere stories live. Discover now