الفصل "4": هلوسات أم واقع

241 22 15
                                    

تتسع عينا ريتا، وتتسارع دقات قلبها، فتنظر بعيون ترتجف قائلةً: "من هنا؟ ومن أنتِ؟ ...."، فتنظر يمنى ويسرى، فيرتاح قلبها من عدم وجود شيء غريب بالغرفة، ثم تغلق عيناها، تأخذ شهيق قوي، ومع خروج الزفير تقول في نفسها: "لا شيء هنا يا ريتا ...وكل هذا من مخيلتك فحسب بسبب ضغط العمل والتعب."

ثم فجأة وبدون سابق انذار يضع الشبح يده على كتف ريتا من الخلف، وتصاب بالهلع فتبدأ بالتمتمة بأدعية مقدسة لطرد الأشباح:" يا إلهي القوي احفظني من كل سوء، واللهم اني استودعتك نفسي من شر ما خلق "، فيختفي فجأة ،وتقول:" فيووو ...لقد قامت الأدعية بعملها فعلا"، فترتسم ابتسامة مشرقة على وجهها كأنها فازت في اليانصيب، وبدأت ترقص فرحاً... إلى أن اشتمت رائحة كريهة في المكان كأنها رائحة سمك سردين متعفن منذ سنين، فتقول:" من صاحب هذه الرائحة الكريهة "،فاشتمت ملابسها فلم تكن منها ،ثم ظهر أمامها الشبح عائماً في الهواء ،وعيناه متسعتان ويداه مرتفعتان محركاً أصابعه بشكل مخيف قائلاً:" بووووه... هل ظننتِ أن هذا سيفلح معي؟! "، وتتعالى أصوات ضحكاته ههههههه ...ثم يقول:"ألم تتذكريني بعد؟"، فتجيب ريتا: "أنااا ل.ا(لا)" ثم فجأة يقوم الشبح بتحريك يده فيأتي هواء قوي، ويدفع ريتا على الحائط لتلتصق به، فلا تستطيع التكلم أو الحراك.

فيقترب الشبح منها متحدثاً بنبرة غاضبة ضارباً الحائط بقربها بيده اليسرى وأمسك وجهها من ناحية الفك السفلي بيده اليمنى:" أنا الآن فقط من سيتكلم، وليس أنتِ أيتها اللعينة لذا لنتوقف عن اللعب الآن ونبدأ بالجد...هيا أخبريني لماذا قتلتموني وأحرقتموني بالمستودع..... لم أفعل لكم شيء ... بعد كل هذا ألم تتذكريني بعد؟! سأدعك تتكلمين الآن هيا أجيبِ"، فتجيبه: "حر..يق مس..تو..دع ،هل أنتِ التي أحرقت هناك؟ ...الخا.. د..مة لوان.. أقسم بأنني بريئة وأن ما حصل معك حادثة ليس إلا. "

ليجيبها: "نعم أنا هي لوان"، ولتتصاعد ضحكات الشبح الغاضبة ثم يقول: "هاااا حادثة ليس إلا.... تقصدين بأن موتي كان خطئاً .... إذن سيكون موتكما انتِ والعجوز-رئيسة الخدم- حادثة .... مواهاهاهاهاها"

يتمتم الشبح بكلمات غير مفهومة (فايرfire-)، وفجأة تسقط ريتا من الحائط وتبدأ النيران تشتد أكثر فأكثر عليها إلى أن أحاطتها دائرة من النيران ..... وتتعالى ضحكات الشبح...ثم يقول: "إذن موتي الأن كحادثة هاهاهاهاهاها."

تصرخ ريتا طالبة النجدة لكن الشبح يجيبها:" لن يسمعكِ أحد وستموتين كما مت أنا ...كم أتمنى أن أبقى وأشاهدك تتحولين الى رماد لكن لدي أمور مهمة لأقوم بها لذا احترقي بسلام ريتا الجميلة لذا وداعا للأبد."

يذهب الشبح للبحث عن رئيسة الخدم، وفي هذه الأثناء يمر حارسان في الممر متجهان إلى الغرفة التي حصل بها حريق للتحقيق في سبب هذه الحادثة ليشتموا رائحة حريق ينبعث من تلك الغرفة ،فيحاولا فتح الباب لكنه لا يفتح فحاولا كسره بدفعه إلى أن نجحا، فوجدا ريتا محاطة بدائرة من النيران ومغماً عليها ومليئة بالحروق ...فأطفئا النيران وذهب الفارس الأيسر= إلياس= لإحضار الطبيب وإعلام زوجها ،وقام الفارس الأيمن = كيرول = بحمل ريتا إلى غرفتها ،وتم وضعها بجانب الفتاة الجديدة ،وأما الفتاتين الأخرتين روز ودونا كانتا تأكلان الطعام على الطاولة ليتفاجآ بما حصل مع ريتا ،وحاولتا معرفة ما حصل معها ،فلم يجيبها أحد لكن كيرول ابتسم وقال لهما: "إنها متعبة الآن يا صغيرتاي ...حتى تتحسن أكثر حافظا على هدوئكما ...حسنا "،لتجيبا بهمس : "حسنا سيدي "، ليقوم بالتربيت على رأسهما وذهبتا لتكملا طعامهما .

في داخلي سرWhere stories live. Discover now